أيها الإخوة لم تدع لي أسئلة الشباب في الليلة الماضية وقتاً لبعض الموضوعات التي كنت دونتها وأعددتها، فقد جاءتني مجموعة من الأسئلة التي أرى أنها في غاية الأهمية، وهي أسئلة واقعية من بعض الشباب، فرأيت أن أشرككم معي في سماع المشكلة، ثم في بعض الحلول التي أسأل الله تعالى أن يفتح بها.
فأحد الرقاع التي بعث إليّ بها شاب يقول: أنا شاب نشأت وسط أسرة متدينة، ملتزمة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم منذُ أن عرفت هذه الحياة، ويرجع الفضل بعد الله تعالى في ذلك إلى والدي -رحمه الله- الذي نشَّأ هذه الأسرة على الالتزام، ولكنني انحرفت عن خط سير هذه الأسرة نوعاً ما، حيث إنني الوحيد الذي ابتعدت عن الصراط المستقيم وقد بذل والدي رحمه الله كل ما يملك في سبيل هدايتي، وبذل النفس والنفيس، ولكن الله تعالى أراد شيئاً وأراد والدي شيئاً آخر، وكان ما أراده الله تعالى ثم رحل والدي عن هذا العالم إلى الدار الآخرة، وأكمل المسيرة من بعده أشقائي ووالدتي، ولكن جميع جهودهم لم يُكتب لها التوفيق، وأخبرك أن انحرافي لم يكن لسوء التربية دورٌ فيه، فأنا القاتل، وأنا القتيل، فما هي نصيحتك لي وأرجو الدعاء لي في هذا المقام أن يهديني الله تعالى وأن ينور بصيرتي؟ أما الدعاء، فقد بذلناه وسألناه جل وعلا، أن يهدينا وإياك إلى سواء السبيل، وأن يأخذ بأيدينا إلى ما يحب ويرضى، وأن ينور بصائرنا، ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، ويأخذ بأيدينا إلى مرضاته، ويكفينا شر أنفسنا، وشر شياطين الإنس والجن.