حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق

النقطة السادسة: بين النظرية والتطبيق: مع الاعتراف النظري بحقوق الإنسان فإن حقوق الإنسان -كما يقول بعض المفكرين-: تبقى هي أخسر قضية في التاريخ، ويظل الإنسان في ظل جميع الشرائع -غير الإسلام- يظل هو أخسر مخلوق على وجه الأرض، فكل الأنظمة تتغنى بحقوق الإنسان، حتى النظام الشيوعي -الذي قتل أكثر من عشرين مليوناً ونفى مثل هذا العدد أو أكثر- حتى النظام الشيوعي البائد يزعم أنه قام لحماية حقوق الإنسان، وإلغاء الطبقية الاجتماعية، وإعلان المساواة، وقد أقر الدستور الذي كان يحكم الإتحاد السوفيتي أقر المساواة بين المواطنين.

لاحظ الفرق بين الكلام الشفهي الحلو الجميل وبين الواقع العملي المر، وأقر الدستور -أيضاً- حق التعليم المجاني لكل مواطن، وحرية الفكر، وحرية التعبير، وحرية الاجتماع والتظاهر وتأسيس الجمعيات، وحرمة المنازل، وحرمة المراسلات، ومع ذلك كان نظام المخابرات السوفيتي الـ (كي جي بي) هذا النظام جند ربما ملايين الأشخاص، جعلوا كل مواطن يشعر كأنه في سجن كبير، وأنه يعيش داخل هذا السور الحديدي الضارب من حوله، ومع ذلك قوانينهم تنص على أن هناك حرمات للمنازل وحرمة للمراسلات وحرية التعبير والاجتماع وغير ذلك، يقول أحدهم: أيتها الحرية، كم من الجرائم قد اقترفت باسمك!! أما في الغرب النصراني فإنهم نظرياً -أيضاً- يقولون بل حتى الدين الذي ينتسبون إليه النصرانية يقولون: أن في أحد الأناجيل أن عيسى قال: باركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وصلَّوا لأجل الذين يسيئون إليكم، فهم إن أحببتم من يحبكم فأي خير تصنعون؟! وإن أحسنتم إلى من يحسن إليكم فأي أجر لكم؟! إنما أحسنوا إلى من يسيء إليكم.

ويقولون في المثل النصراني: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ منك القميص فأعطه الرداء أيضاً!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015