أسباب الحديث عن موضوع حقوق الإنسان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم، قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1-5] {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:1-4] .

أما بعد: فيا حيَّ الله هذه الوجوه الطاهرة النيرة المشرقة، حضرت إلى بيت من بيوت الله تعالى، ومجلس لعله أن يكون من مجالس الذكر، يذكر فيه الله تعالى فيسبح، أو يذكر فيه رسوله صلى الله عليه وسلم فيصلى عليه ويسلم، فيا حياكم الله ثم حياكم يا أهل الإيمان والنخوة والنجدة والمروءة والحمية، وكثركم وكثر في المسلمين من أمثالكم.

ثم أما بعد أيضاً: فقد جمد أخي الذي قدمني جمد الريق في فمي وحلقي بهول العبارات التي سمعت منه، وغفر الله لي ولكم وله.

إنني بقدر ما أقدر هذه المشاعر الفياضة وهذا الحب الكبير الذي تحملونه في الله إن شاء الله، بقدر ذلك لا أملك إلا أن أبين عن الإحراج الذي ينتابني وأنا بين أيديكم أسمع مثل هذا الإطراء وهذا الثناء، فأستغفر لي ولأخي ولكم جميعاً وأقول كما قال الصديق: [[اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون]] .

ثم أما بعد: فموضوع حديثي إليكم الليلة عن الإسلام وحقوق الإنسان، في هذا الجامع المبارك، جامع الشيخ فيصل المبارك رحمه الله بمدينة سكاكا بمنطقة الجوف، وثمة أربعة أسباب وراء هذا الحديث:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015