أما ما يتعلق بالقيود الاجتماعية، فلا شك أن بعض المجتمعات قد تفرض على المرأة أشياء ليست واجبة في الشرع، لكن المجتمع ليس لديه رغبة في أن يتساهل بشأنها، لاعتبارات كثيرة لا مجال للحديث عنها.
ولا شك أن المرأة حينئذٍ مطالبة بمراعاة الحكمة بقدر المستطاع، ومحاولة أن تقوم وتقدم أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمر الدعوة إلى الله عز وجل، ولا شك أنه كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} [البقرة:269] .
مثلاً: هذه فتاة في بيتها، تقوم بالدعوة إلى الله، وإلقاء الدروس عند النساء، وأمرهن بالمعروف، ونهيهن عن المنكر، وتبيين حدود ما أنزل الله على الرسول، فتجد من والدها اعتراضاً على خروجها، وتجد من أمها أيضاً اعتراضاً، فالوالد يرى أن خروج البنت من المنزل عيبٌ عليها، والأم ترى أن في بقائها في المنزل مساعدة على أعمالها ومسئولياتها، فحينئذٍ تحتاج هذه الفتاة المؤمنة الداعية إلى التوفيق بين هذه الأشياء كلها.
فلا بد من السعي إلى نيل رضاها، ورضى والدها، وأن يكون خروجها تحت سمعه وبصره، وأن تكون معتدلة في الخروج، بشكل لا يدعو إلى القلق والانفعال.
كما عليها أن تسعى إلى إرضاء والدتها، بالقيام ببعض الأعمال التي تستطيعها وقت فراغها.
ثم إن عليها مع هذا وذاك أن تدرك أن مسئولية الدعوة مسئولية كبرى، وأن عليها أن تضحي في سبيلها بجزء من راحتها ووقتها.