فإن النصرانية أو التنصير والاستعمار واحتلال البلاد هما وجهان لعملة واحدة، وجميع جهود التنصير مدعومة من دوائر الاستخبارات الأجنبية، وهناك مقبوضون كما ذكرت ثبت ولاؤهم وعمالتهم لتلك الأجهزة.
والهدف السياسي للفاتيكان كبير، فإن الفاتيكان الآن ثبت نجاحه لدى المخابرات الأمريكية في إسقاط الشيوعية، وفي مجلة التايم الأمريكية الصادرة في (24) فبراير من هذا العام تقرير خطير عن دور الفاتيكان في إسقاط الشيوعية, وتكلموا عن دور البابا شخصياً في إسقاط الشيوعية أولاً في بولندا، من خلال دعم ما يسمى بنظام التضامن، ثم تطور هذا الأمر، وكيف كان يمدهم بالأموال والأجهزة: أجهزة التصوير وأجهزة الفاكس والرسوم والصور والخبراء والمعونات والنصائح إلى غير ذلك، وكان النصارى في كنائسهم هم الذين يقومون وراء الثورة على الشيوعية في بولندا، ويتسترون من خلال ذلك بالمنظمات: كمنظمة العمال وغيرها المعروفة هناك، ولذلك سعوا إلى أن يقوم الفاتيكان بدوره في بلاد أخرى.
وليس من قبيل الصدفة أنه فتح للفاتيكان سفارة في الكويت قبل بضعة شهور، هذا فضلاً عن أن السفارات في الدول الإسلامية تقوم بتنظيم الطقوس الدينية والاتصال الدائم المنظم بمواطنيها وبغيرهم, وهناك رسائل للمواطنين في هذه البلاد من قبل بعض السفارات تدعوهم إلى السفر وتغريهم وتزودهم بالصور الخليعة والعارية، إضافة إلى وجود مراكز للترفيه ودورات تعليمية تقوم بها تلك السفارات، إضافة إلى أعياد الميلاد والاحتفالات والنشاطات.
وعلى سبيل المثال نشاط الجالية الأمريكية في الرياض مثلاً، حيث تم توزيع خطاب حتى في مصلحة الزكاة والدخل على الموظفين، يقول الخطاب: إن الجالية الأمريكية في الرياض سوف تقوم بنشاط خلال الصيف، وعلى من يرغب بالمشاركة في هذا النشاط تسجيل اسمه أو ما أشبه ذلك، وعمم هذا على العاملين في مصلحة وفي إدارة ليس لها علاقة من قريب ولا من بعيد بالسفارة هناك.
وهذا إضافة إلى إقامتهم للجامعات والمدارس، ففي الخليج العربي هناك الجامعة الأمريكية، وقد تكلمت عنها الصحف، وأشادت خضراء الدمن - جريدة الشرق الأوسط- بهذا الإنجاز الغربي الذي تلتقي فيه حضارة الغرب بعقول الشرق في منطقة الخليج العربي، إضافة إلى أنه أعلن عن إقامة فرع للجامعة الأمريكية في إحدى السفارات في الرياض، ونشرت أوراقها، وقد بلغني خبر أن هذه الجامعة أوقفت، ثم جاءتني أخبار أخرى أنها مازالت تقوم بعملها، وتدرس الشباب من الجنسين -من الرجال والنساء- تدريساً مختلطاً.
والجامعات الأمريكية في بيروت وفي القاهرة وفي غيرها كانت أوكاراً لتخريج العملاء للغرب وتخريج الوجوه السياسية التي تستخدم لصالح الكنيسة.
وهذه الجهود التنصيرية السياسية تسعى إلى تكوين أرضية صلبة للعلاقة بين الغرب وبين دول الخليج العربي من خلال هذه الوسائل الكثيرة: السفارات والقنصليات، الأعداد الكبيرة من الآتين هنا، والنشاطات المتنوعة، والجامعات، والمدارس وغيرها.
وهناك أيضاً مما يتعلق بهذا معهد الدراسات الدبلوماسية، وهو ينظم دورات لزوجات الدبلوماسيين وغيرهم، من أجل تعليم اللغة الإنجليزية والفرنسية وتعليم الثقافة الدبلوماسية للنساء، فهنا سؤال -طبعاً هذا يتم في الرياض- ماذا سوف تدرس المرأة هنا؟ ومن الذي سوف يدرسها؟ وما هي الغاية من دراسة الثقافة الدبلوماسية للنساء؟ إضافة إلى أن هناك مدارس كثيرة على هذا الإطار.
ومما يتعلق بما ذكرناه سابقاً، جاءت ورقة قبل قليل تقول: شركة سعودية كبرى تطلب موظفين لوظائف شاغرة وهي: عبارة عن مشرفات أمن وللسعوديات فقط، والمؤهل العلمي الثانوية العامة أو ما يعادلها، إضافة إلى خبرة في مجال العمل لا تقل عن سنتين, والمؤهلات ترسل على العنوان التالي في الخبر عناية مدير الخدمات الأمنية، وهذا قد نشر في الجريدة بتاريخ 25 صفر.
إذاً مشرفات أمن سوف يكن سعوديات من خريجات الثانوية وخبرة في مجال العمل لمدة لا تقل عن سنتين! وقد يكون هناك شروطاً خاصةً مثل ما في أرامكو في بعض برامجها، حيث أن من الشروط ألا تكون الفتاة متزوجة! طال الأمر! وذلك يدعوني إلى إنهاء الموضوع، ولا شك أنه كان عندي الكثير الكثير من الوثائق المؤذية والمزعجة من جنس ما ذكرت وما لم أذكر؛ لأني رأيت أن إعطاء نموذج واحد يكفي، وإلا فالأمر جسيم والخطب عظيم، ونحن حين نتحدث عن مثل هذه الأمور ندعو إلى أن يكون للمسلم العادي دور في الوعي بمثل هذه الخطط ومقاومتها، والسعي إلى أن يكون له دور في الدعوة إلى الله عز وجل.