قلة الشباب الصالح وكثرة الصغار

Q نرى في هذا الوقت كثرة العزلة لطلب العلم، وترك هموم شباب الإسلام، وكنا نرى قبل سنوات في المراكز وغيرها كثرة الشباب في هذه الصحوة المباركة، أما هذه السنة فقد كثر البراعم الصغار وقل الشباب، وكثر الشباب الضائع، فلا نعلم ماهذه الظاهرة الجديدة ومن سوف يربي هؤلاء الصغار؟

صلى الله عليه وسلم لا شك أن هذا أيضاً من واجبنا جميعاً، فهؤلاء الشباب الصغار أو حتى الشباب المنحرفون على قارعة الطريق وفي أماكن تجمعات الشباب- كما جاءني في سؤال آخر- الشارع الأصفر أو الأخضر أو الأبيض أو الأزرق أو غيرها من الشوارع التي تأتي غداً أو بعد غد، هؤلاء الشباب الذين يفترشون تلك الشوارع أو يجلسون في مخيمات أو غيرها، أو في الأندية من لهم؟ غير صحيح أن الإنسان يشتغل أحياناً بفضول العلم ويتنطع ويتوسع ويدقق في أمور قد لا يجتاج إليها طول عمره، وقد لا يحتاج إليها المسلمون أيضاً؛ ويغفل عن واجب القيام بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

ومثل ذلك ما يقع في المراكز الصيفية: -مثلاً- فيها كثير من الشباب على سبيل الهداية مبتدئون أو صغار السن، أو ربما يكون عند بعضهم انحراف، فهم محتاجون لمن يأخذ بأيديهم ويوجههم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه: {والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النعم} .

وإنسان عنده علم قليل نفع الله به كثيراً من الناس خير وأحب إلينا من إنسان عنده علم كثير ولكن لم ينتفع الناس بعلمه ذاك، شأنه في ذلك شأن إنسان عنده مال كثير ولكن هذا المال موجود في البنوك لا يخرجه أبداً؛ فهذا لا ينفعنا، وأحسن منه وأبر وأجود إنسان آخر عنده مال قليل ولكنه يبذله بقدر المستطاع في أعمال الخير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015