من المشاعر التي تدور في نفس المؤمن وهو يموت الشفقة على من ورائه أن يخالفوا ما أمر الله تعالى وما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم وهو يموت {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} .
ومن وصيته صلى الله عليه وسلم وهو يموت: {أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم} وأمر بإنفاذ جيش أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعمر رضي الله تعالى عنه كان من وصيته وهو يموت أن دخل عليه شاب فرأى في ثوبه طولاً كما في صحيح البخاري، رأى ثوبه مسبلاً فقال: [[ردوا علي الغلام، فلما رجع قال: يا ابن أخي: ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك]] لم يلهه ما هو فيه عن مثل هذه النصيحة الثمينة الصادقة لوجه الله عز وجل أبو الدرداء رضي الله عنه لما نزل به الموت تلفت إلى من حوله وقال: [[ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه، ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا]]-يقول اعتبروا بي، وكأنكم معي فأنا وأنتم طلبنا الرجعة، فأنا لم أرجع وأنتم رجعتم فماذا أنتم عاملون؟ - يقول: [[ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا، ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه]] .