Q العُمُر المناسب لأمْرِ الأبناءِ فيه بالصيام؟
صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة أن يصوموا يوم عاشوراء، فتقول الرُّبَيّعْ وهي إحدى الصحابيات الأنصاريات رضي الله عنها- تقول: [[كنا نَصُوْمُه ونُصَوِّمُ صبيانَنا -أي: نأمرهم بالصيام ونعلمهم عليه- حتى إذا بكى أحدهم أعطيناه اللعبة من العهن -أي من القطن- يلعب بها، حتى يكون عند الإفطار]] .
فتدريب الصبيان على الصيام مع المسلمين، مع آبائهم، والإفطار معهم، هذا منهج تربوي حسن، لكن ينبغي أن يُراعَى فيه أن لا يكون في ذلك مشقة على الصبي، فإذا كان فيه مشقة على الصبي، فإن هذا قد يُبَغِّض إليه الصيام، كما إذا كان صغيراً لا يطيقه، أو كان يعجز عن مثله، فإنه يراعى في ذلك حاله، ولا بأس أن يدرب الصبي على الصيام أياماً معلومة، وأن يُعطى على ذلك أجرة، حتى يتدرب على الصيام إذا كان ممن يطيق ذلك، ولا يشق عليه، فإذا بلغ وجب على أبويه حينئذٍ أن يلزموه بالصيام وينهوه عن الفطر، ويبينوا له حرمة ذلك، وأنه أصبح مكلفاً بالغاً يجب عليه الصوم، ويأثم بتركه، وهو أحد أركان الإسلام الذي لا يسع مسلماً أن يفرط فيه؛ لأن كثيراً من الأطفال الصغار يسألون بعد مضي الوقت وفوات الأوان عن أشهر أفطروها في صغرهم، وخاصة النساء، وذلك لأن الفتاة قد تبلغ بالحيض وتستحي أن تخبر أهلها بذلك، فربما لا تصوم، وربما تصوم -أحياناً- وهي حائض، خشية أن تخبرهم أنها حائض، فتتظاهر لهم بالصوم، وهذا كله لا يجوز، فإن المرأة إذا بلغت المحيض وجب عليها الصوم، وإذا كانت حائضاً فإنها تفطر، وتقضي مثل هذه الأيام بعد ذلك، فعلى الأبوين أن يراقبوا أبناءهم، ذكوراً أو إناثاً، ويلزموهم بالصيام متى كانوا أهلاً لذلك.