مفهوم السنة عند المحدثين

فالسنة تطلق عند المحدِّثين على ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقِية أو خُلُقية.

فكل حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قولاً كان، أو فعلاً، أو وصفاً، أو تقريراً، فهو من السنة في اصطلاح المحدثين مثال القول: قوله صلى الله عليه وسلم: {إنما الأعمال بالنيات} فهذا من السنة في اصطلاح المحدثين.

والفعل: مثل صلاته صلى الله عليه وسلم، وقوله بعد ذلك: {صلوا كما رأيتموني أصلي} وكذلك حجه عليه الصلاة والسلام حيث وقف بعرفة ورمى الجمار وطاف بالبيت إلى غير ذلك.

أما التقرير فهو: أن يُفعل شيء بحضرته أو يُقال شيء بحضرته؛ فيقره صلى الله عليه وسلم ويوافق عليه, وأمثلة ذلك أيضاً كثيرة, يذكر العلماء من أمثلته قصة الرجل أو الرجلين، اللذين خرجا في سفر فلم يجدا الماء, فتيمما وصليا, ثم وجدا الماء في وقت الصلاة، فأما أحدهما فإنه أعاد الوضوء، أي: توضأ وأعاد الصلاة, وأما الآخر فلم يُعِد, فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي أعاد الصلاة: {لك الأجر مرتين} وقال للذي لم يُعِد: {أصبت السنة وأجزأتك صلاتك} .

ومثله أشياء كثيرة، يقولها الصحابة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيقرها ويوافق عليها, أو يفعلونها في حضرته؛ فيقرها ويوافق عليها, ولذلك علم الصحابة أن هذا من السنة؛ فكانوا يقولون: كنا نفعل كذا في عهده صلى الله عليه وسلم, فعرفوا أن هذا -أي الإقرار والموافقة- وأنه جزء من السنة, فله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

أما الصفة فهي: أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم خَلْقِية كانت أو خُلُقِيةً, فأما الأوصاف الخَلقية فهي المتعلقة بخلقته عليه الصلاة والسلام, مثل: صفة شعره وقامته وما يتعلق بذلك.

وأما الخُلقية فهي: المتعلقة بأخلاقه عليه الصلاة والسلام، وهي كثيرة جداً ومعروفة, منها: أنه كان حليماً كريماً جواداً إلى غير ذلك، فالمحدثون يعتبرون هذه الأشياء -وما شابهها- هي السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015