وللسنة استعمال آخر أو معنىً آخر، وهو المعنى الذي يستخدمها به المتكلمون في العقائد, فإن علماء أهل السنة والجماعة إذا أطلقوا السنة في مجال الاعتقاد قصدوا بها المنهج الصحيح في الاعتقاد الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, والمخالف لمناهج وطرق المبتدعة, ولذلك صنف جماعة من أهل العلم في العقيدة كتباً سموها: السنة, كما صنف محمد بن نصر المروزي كتاب السنة، وأدخل فيه بعض أبواب الاعتقاد, وكما صنف الإمام اللالكائي، كتابه في السنة, وكما صنف الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل كتاب السنة, وكذلك الخلال، أحد تلاميذ الإمام أحمد وغيرهم كثير.
ويقصدون بالسنة هنا يعني: المنهج السليم في الاعتقاد سواءً في أبواب الأسماء والصفات, أسماء الله وصفاته, أو الأمور الأخرى في مجالات الاعتقاد المختلفة.
ولذلك كان السائرون على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في المعتقد يسمون أهل السنة, باعتبارهم لازمين لهذه السنة غير حائدين عنها.