Q لقد سمعت في أحد الأشرطة الإسلامية شيخاً يتحدث عن طالبات قسم الأدب الإنجليزي، وأنهن غير صالحات للزواج، ولا لتربية الأجيال، ولا لفتح بيوت في المستقبل، وأننا بعيدات عن الدين، فما رأيكم؟ أليس في كلامه هذا تشويه لنا ولأخلاقنا؟ رغم أننا ولله الحمد، نعرف الله تعالى جيداً؟
صلى الله عليه وسلم لم أسمع هذه الكلمة، ولذلك لا أستطيع أن أعلق عليها، لكنني أستطيع أن أعلق على أقسام اللغة الإنجليزية، فالذي أعرفه أن هذه الأقسام كغيرها من الأقسام في كليات البنات في هذه البلاد، وفي غيرها من بلاد العالم الإسلامي ولله الحمد، أنها عمتها الصحوة، فليس الأمر مقصوراً علينا، في تركيا أكثر من عشرة آلاف طالبة متحجبة في الجامعة!! في أندونيسيا، وفي مصر على رغم القيود والضغوط والحرب النفسية والمباشرة، على رغم ذلك المرأة المسلمة أثبتت أنها ورثت من امرأة فرعون صبرها وإيمانها، حين قالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11] فالأقسام كلها تشهد توجهاً طيباً، وفي كل الأقسام فتياتٌ صالحات، دينات، صينات، مخلصات ملتزمات، خيرات، ومثل هؤلاء هن صالحات لبناء البيوت، وبناء الأجيال، وهي الزوجة التي يبحث عنها الرجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {فاظفر بذات الدين تربت يداك} وهذا لا يمنع أن يوجد شيء من ذلك في تلك الأقسام -كما يوجد في غيرها- فالشر والخير صنوان موجودان في كل مكان.
أمرٌ آخر أود أن أنبه عليه وربما كان هو مقصوداً لذلك المتحدث: أن مناهج اللغة ومناهج أقسام اللغة الإنجليزية مناهج سيئة، وهي مناهج غربية، وعندي نماذج من هذه المناهج تسود وجوه الذين وضعوها، وأمروا بها، ووجهوا رضوا بها أيضاً، وتسوِّد وجوهنا جميعاً، لأنها تدرس بناتنا وأخواتنا، وزوجاتنا، ولا يجوز لنا أبداً أن نسكت عليها، كيف يدرس هذا القسم كتاباً يتحدث -مثلاً- عن فتاة بريطانية، لكن كيف تدرسه فتاة مسلمة في هذه البلاد الطاهرة، وتدرس فيه كيف أن هذه الفتاة تعيش مع صديقها، وتنام معه على السرير، وتخرج معه في النزهة وتراقصه، وتجلس معه على شاطئ البحر، بل إن بعض هذه الكتب فيها انحرافات خطيرة في العقيدة، وفيها سخرية بالله عز وجل، وفيها سب للدين، لئن كانت هذه الكتب تدرس -مثلاً- في جامعات لندن وواشنطن وتنقل بقضها وقضيضها وبحذافيرها تدرس في جامعات المسلمين، هذا خطأ كبير، وانحراف خطير؛ لأن الأجيال تتربى على مثل ذلك، ومستحيل أن نتصور انعزال عقل البنت، وقلبها ووجدانها عما تدرس، إذا قلنا إن المناهج لا تؤثر في البنت، والتلفاز لا يؤثر في البنت، والإذاعة لا تؤثر في البنت، إذاً ما هو الذي يؤثر في البنت؟!