إن مسئولية المرأة المسلمة كبيرة في المجتمع، فهي مطالبة أولاً: أن تبني نفسها بناءً صحيحاً، وأن تشعر بأنها كيان مستقل بذاته، مسئول ٌيوم القيامة مسئولية خاصة، ومحاسب، ومكلف، ومطالب، كما يطالب غيره، لذلك أقول: لماذا نجد إعراض الكثير من الفتيات -مثلاً- عن القراءة، بألوانها وأنواعها وعدم الاشتغال بذلك؟ فإنك تجد الكثير من الناس والفتيات على وجه الخصوص ليس لديها رغبة في القراءة والمطالعة، والمتابعة للكتب المفيدة، والدروس النافعة وغير ذلك مما تستفيد منه، سواء في دينها أو في دنياها، حتى في القضايا العلمية التي تحتاجها في أمورها الدنيوية، ربما يكون ذلك قليلاً أم غير موجود أحياناً، وربما تنهمك الفتاة بأمور لا تلام في الأصل على إعطائها قدراً من العناية، فالمرأة بل الإنسان قد لا يكون ملوماً أن يهتم بمظهره، ويحرص على أن يبرز أمام الآخرين بصورة حسنة جميلة، وأن يحرص على ذلك بقدر معتدل، وكذلك أن يحرص على الاتصال بالآخرين مباشرة أو هاتفياً بقدر ما يحتاج إليه، ويتحدث معهم وينبسط إليهم، لكن أن يتحول ذلك كله إلى هم يشغل كل وقتنا، وكل حياتنا، وفراغنا، ثم لا نجد وقتاً لنقرأ، أو نراجع، أو أن ندرس، أو أن نتابع، أو أن نفكر، فإنني أعتقد أن هذا خطأ.
وأحياناً ربما أستطيع أن أقول: إن الفتاة تساهم من حيث تدري أو لا تدري في تلك النظرة المنحرفة التي ينظر إليها بعض الناس، من خلال أنها لا تكوِّن نفسها تكويناً صحيحاً، ولا تحفظ وقتها حفظاً جيداً، إنني أسمع الكثيرين يقولون: إن المرأة لا هم لها إلا العناية بمظهرها وجمالها، وإن الفتاة تقضي أمام المرآة ساعات لإصلاح الماكياج، وإن المرأة تقتني عشرات الثياب والملابس، وتغيرها في كل يوم، نعم.
أنا أعرف أن هذا الكلام فيه تحامل، وفيه تجنٍّ، وفيه عموم، وأنه ربما كان هذا الإنسان يستطيع أن يتكلم عمن يعرف من النساء أنهن كما وصف، لكنه لا يستطيع أن يعمم هذا الحكم على كل بنات حواء، فإن كثيراً من النساء ممن هن على مستوى من الوعي، والعلم، والعقل، والإدراك، والفهم، والدعوة، والنشاط، يجب أن يذكرن ويشكرن، وتعميم السلبيات خطأ.
ولكن مع ذلك أقول: ينبغي لنا أن ندرك، ولو أقل قدر من الخطأ الموجود عندنا فنعمل على تلافيه.