دور المرأة في الدعوة

لا تقتصر الفتاة على مجرد الرصد لهذه الظواهر أو دراستها أو تسجيل الإحصائيات حولها أو دراسة أسبابها، بل يتعدى الأمر للتصدي للتوجيه والتعريف والدعوة والإصلاح العام داخل المجتمع.

نحن لا نوافق أبداً على أن مجتمع النساء مجتمع قائم بذاته، ومعزول علمياً عن مجتمع الرجال، هو معزول عملياً، ولكن من الناحية العلمية فالمجتمع يحتاج بعضه إلى بعض، فالمرأة تحتاج إلى العالم لتستفتيه فيما أشكل عليها، وليس ضرورياً أن يكون في كل بلد مفتياً من الرجال، ومفتياً من النساء، لكن من الضروري أن يوجد في مجتمع النساء أعداد كافية من الفتيات المحتسبات في التعليم، والتوجيه، والإصلاح، والدعوة، وأن يكون لهن تأثير كبير في أوساط المجتمع لماذا يقع هذا؟ يقع لأسباب: منها: أننا ندرك أن هناك في الطرف المقابل -ولا يخلو أي مجتمع من ذلك- عناصر تسعى إلى الهدم، وإلى الفساد، وإلى التخريب، لأي سبب!! قد يكون بسبب الظروف التعيسة الاجتماعية التي عاشتها البنت، وقد يكون بتأثير بعض الكتب، التي قرأتها، والأفلام التي رأتها، أو الصلات التي عقدتها، وقد يكون لسبب آخر.

إذاً هناك عناصر تسعى للفساد، وتسعى للهدم، وليس صحيحاً أن يُسَلِّم المجتمع لهذه العناصر، بل يجب أن يوجد في مجتمع المرأة فتيات معروفات بالدعوة، أنهن في المدارس بالنشاط الإسلامي والبيوت قائمات، وفي المساجد من خلال تجمعات النساء في رمضان أو في غيره، ومن خلال كل الوسائل الممكنة يبذلن المستطاع في الدعوة إلى الله، إما مباشرة، وإما بواسطة الكتاب، أو الشريط أو غير ذلك من الوسائل.

ونحتاج -أيضاً- إلى مثل هذا اللون من النساء الداعيات، العالمات، المربيات، الموجهات؛ لأن هناك أشياء كثيرة لا يمكن أن يقولها الرجل، ولا يمكن أن يتحدث فيها، قد لا يكون يعلمها -أيضاً- لأنها من خصائص النساء التي لا تعلمها إلا المرأة، أو لأنه حتى ولو تحدث عنها قد لا يلامس قلب المرأة، ولا يستطيع أن يصل إلى نفسها، ولا أن يخاطبها بالأسلوب الذي تفهمه وتحسنه، لكن المرأة تقدر مع بنات جنسها، ما لا يقدر عليه الرجل، وتستطيع أن تصل إلى قلوبهن بما لا يصل إليه غيرها، فهي تستطيع أن تصل إلى آفاق ومجالات وأبعاد لا يصل إليها الرجال، ولذلك هي مطالبة بهذا الجانب المهم في حياة المرأة المسلمة، ولذلك نحن ننادي من ينتدب لعملية الدعوة في أوساط النساء ومن تقول: أنا وترفع الراية وسط النساء، وتحمل المشعل، وتبذل جهداً في هذا السبيل.

ويكون من همها -أيضاً- تخريج أعداد من الفتيات الداعيات المصلحات، ليس همها فقط أن تبذل نفسها كداعية، بل ينبغي أن تحرص على تجنيد الجميع، حتى تلك الفتاة المقصرة التي قد تكون عندها خطأ أو عندها تقصير، يجب أن نربيها، وأن نطالبها بأن تقدم ما تستطيع للدين، ولو كانت مقصرة، وليس من شرط الفتاة الداعية أن تكون كاملة، ولا من شرطها أن تكون معصومة، فالعصمة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، المهم أن يكون عندها نية صالحة واحتساب، وإخلاص لتقوم بالدعوة إلى الله تعالى في أوساط النساء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015