اهتمام الإسلام بالمرأة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على نبيك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: إنها فرصة ولحظة مباركة أن يهيأ مثل هذا اللقاء الذي أرجو الله تعالى أن يكون سبب خيرٍ، وفرصة مناسبة للحديث في بعض الموضوعات المهمة.

أيها الأخوات الكريمات في هذه الكلية المباركة! أود أن أقدم بين يدي إجابتي على هذه الأسئلة الموجودة أمامي الآن، بمقدمة سريعة أتحدث فيها عن آفاق ومجالات، المرأة المسلمة، في ميادين العمل الدعوي، والإصلاحي، والجهادي.

إن المرأة هي صنو الرجل وشقيقته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {، إنما النساء شقائق الرجال} وإنما جاء الإسلام ليرفع من شأن الإنسان، كل الإنسان رجلاً كان أو امرأة.

إذاً: الذكر والأنثى كلاهما متعبد بهذا الدين، وكلاهما مطالب بالتكاليف، ومحاسب بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وواجب على الأخت المسلمة أن تدرك هذه المسئولية.

نعم.

قد يوجد في بعض المجتمعات نوع من النظرة الدونية للمرأة، وقد ينظر إليها بعض الناس على أنها مخلوق من الدرجة الثانية، أو الثالثة -مثلاً- وقد تكون محتقرة في بعض المجتمعات، ولكن هَدي الإسلام لا يؤخذ من خلال المجتمع، ولا يؤخذ من خلال التطبيق في بلدٍ أو مدينةٍ أو منطقةٍ أو أسرة معينة، إنما هدي الإسلام يؤخذ من خلال نصوص القرآن والسنة أولاً، ويؤخذ من خلال التطبيق الصحيح النموذجي للإسلام في عهود الصحابة رضي الله عنهم، وعهود السلف الصالح، حيث كانت المرأة تتبوأ أرقى المنازل وأعظمها، كانت مكرمة، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى مجتمع يحتقر المرأة ويزدريها، فلم يهادن هذا المجتمع، ولم يجامله، بل صرخ بين أظهر الناس بضرورة إعادة الاعتبار والاحترام للمرأة، وتكريمها أُماً، أو بنتاً، أو أختاً، أو زوجةً، وإعطائها حقها الواجب لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015