التشكيك في المقصد

وكذلك التشكيك في مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم ونيته: إنه يريد المال ويريد الملك ويريد الجاه، حتى قالوا له: إن كنت تريد مالاً! إن كنت تريد ملكاً! إن كنت تريد زوجة! وقالوا: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} [ص:6] هذا يريد الكبرياء، بمعنى واضح: يريد السلطة، يريد أن يجتمع عليه العرب، ويريد أن يتوج ملكاً، حتى لما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، بدأ المنافقون واليهود يتهامسون بمثل هذا الأمر، وأن محمداً يريد الرياسة ويريد السلطة ويريد الجاه ويريد المنصب، وليس داعياً إلى الله عز وجل.

لكن مثل هذه الأشياء من تخدع؟! من تدخل قلبه مثل هذه الأشياء؟! لقد ذهب عبد الله بن سلام -وهو يهودي في ذلك الوقت- كما في سنن الترمذي وهو صحيح، إلى النبي عليه السلام لما دخل المدينة مهاجراً، قال: فلما استثبت في وجهه، عرفت أنه ليس بوجه كذاب، ينطق الصدق في جبينه، وتنطق العقيدة الصافية في محياه، ويجري الحق في عروقه، فهو صلى الله عليه وسلم صادق كل الصدق، مخلص كل الإخلاص، متجرد كل التجرد، حتى يرى هذا في وجهه عليه الصلاة والسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015