توزيع الكتيب والشريط على الناس

الاقتراح الثالث: إننا نعلم أن رمضان من خيره وفضله؛ أن المساجد تزدحم بالمصلين من الرجال والنساء، وممن لا يرتادون المساجد في الأوقات العادية ولكنهم في رمضان يتغلبون على دوافع الضعف فيقبلون على المساجد، والمرأة قد لا تأتي إلى المسجد أصلاً إلا في رمضان.

وQ ماذا صنعنا لرواد المساجد في شهر رمضان من الرجال والنساء؟ أليست هذه فرصة ثمينة لأن يقوم المحسنون والخيرون والقادرون بتوزيع الكتب والأشرطة على هؤلاء لعل الله تعالى أن ينفعهم بها؟! وهي كتب طبعت هنا، وكتبت هنا، فهي كتب موثوقة، وكتب توزع في كل مكان، وطبعها المحسنون، ولا يتطلب الأمر إلا وجود ذوي طاقات يأخذون هذه الكتب ليوزعوها على المصلين في المساجد، أو يأخذوا تلك الأشرطة؛ وهي أيضاً أشرطة ألقيت في مساجد هذه البلاد، وبيعت في محلات تسجيلاتها، ورخصت من جهاتها الرسمية، وطبعت على نفقات بعض الأخيار والمحسنين، فلم يبق إلا قوم من ذوي الطاقات يأخذون هذه الأشرطة ويوزعونها، أو يوصلونها بطرقهم الخاصة إلى أماكن تجمعات النساء في المساجد.

إن من الخير الكبير أن يصل الكتاب الإسلامي إلى أعماق البيوت، وأن يصل الشريط -خاصة- إلى أعماق البيوت؛ فتسمعه المرأة الكبيرة المسنة، ويسمعه الشيخ الهرم، ويسمعه الشاب التائه، وتسمعه الفتاة المراهقة، فيستفيدون منه جميعاً، وينفعهم الله تبارك وتعالى به، ويكتب لك أنت أجر؛ لأنك كنت الوسيط الذي أوصل إليهم هذا الخير الكثير.

فأنا أدعو الإخوة من القادرين، وأدعو الشباب، وأدعو الجميع إلى تبني هذا المشروع.

كل إنسان بما يستطيع، هذا تاجر يساهم بماله، وهذا صاحب إمكانيات يدعم ويقوم بتسجيل هذه الأشياء، وهذا يقوم بتوزيعها، وهذا يرسلها إلى المساجد، وكل إنسان يقوم بجزء من هذا العمل حتى نتمكن من إيصال الخير إلى جميع الناس.

ونحمد الله تعالى على هذه الفرص التي أعطانا الله تبارك وتعالى إياها فينبغي ألا نضيعها بحال من الأحوال: {ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} .

فمجتمع المسلمين كله مجتمع فعال إيجابي بنّاء ذو كفاءة وإنتاجية، من استطاع أن يتكلم تكلم، ومن استطاع أن يدعو دعا، ومن لا يستطيع أن يتكلم مع العامة فإنه يتكلم مع الخاصة، مع فئات محدودة من الشباب، ومن لم يستطع هذا ولا ذاك فإن دوره ينتقل إلى دعوة الناس وإلى سماع المتكلم، أو إلى سماع الشريط، أو قراءة الكتاب، وبذلك نستطيع أن نكون كما قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2] لابد أن نكون متعاونين على البر والتقوى، متآمرين بالمعروف ومتناهين عن المنكر، كما قال عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110] وكما قال سبحانه وتعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:71] .

وأدعو أيضاً الأخوات المؤمنات إلى أن يقمن بدورهن في هذا المجال، فالمرأة أقدر على إيصال هذا الخير إلى بنات جنسها؛ فهي تستطيع أن تدعو بنات جنسها، وتدعو الفتيات خاصة في رمضان إلى الله تعالى، وإلى حضور مجالس الذكر، والصلاة مع المسلمين رجاء بركتهم وقبول دعوتهم ونزول رحمة تعمها معهن، وتوصل إلى أختها كتاباً، أو شريطاً، أو نصيحة مكتوبة، أو مشافهة، أو من خلال الهاتف فتقوم بدورها في الدعوة إلى الله تعالى.

والدين ما نزل للرجال خاصة، بل الدين نزل إلى الرجل والمرأة على حد سواء، والأصل أن كل تكليف كلف به الرجل كلفت به المرأة؛ فالرجل يدعو والمرأة تدعو، والرجل يأمر والمرأة تأمر، والرجل ينهى والمرأة تنهى، ويصلي وتصلي، وهكذا كل عمل كلف به الرجل فالأصل أن المرأة تشترك معه فيه إلا ما دل الدليل على استثنائه.

فندعو أخواتنا من المؤمنات والداعيات وطالبات العلم ومن يكون لديها ولو شيئاً من الخير أن يحرصن على إيصال هذا وإفاضته إلى الآخرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015