الأخطار المحيطة بالأمة تقتضي الإفصاح والإصلاح

إنه لم يعد يخفى على أحد أن مجتمعنا هاهنا ومجتمعات المسلمين عامة أصبحت جزيرة في بحر متلاطم، فالأخطار كبيرة جداً، واليوم كنت أقرأ في بعض الجرائد أن الرئيس الأمريكي يستقبل من يسميهم ببذور السلام، وهم مجموعة من أطفال وصبيان العرب واليهود يزيدون على مائة أخذوا في جولة طويلة في أمريكا، يربون على مسخ جميع ألوان التميز والاستقلال والاعتقاد والانتماء؛ ليكونوا قوماً -فيما يعتقدون ويعلنون- ليس بينهم عداوة كما يزعمون ويعبرون، هم بذور السلام، وسيكون العداء بينهم قي المستقبل -كما يعبر الرئيس الأمريكي- مجرد ذكرى قديمة نسوها ومضت عليها الأيام والليالي، هذا جانب.

جانب محاولة تحويل المنطقة إلى سوق للبضائع اليهودية مثلاً، سواء أكانت هذه البضائع بضائع فكرية ثقافية، أم إعلامية، أم أمنية، أم تجارية، أم غير ذلك.

جانب تحويل بلاد المسلمين إلى مجرد أتباع ضعفاء لا يعلم بهم، ولا يقام لهم وزن في هذا المعسكر أو ذاك، لهذه الدولة أو تلك.

جانب تحويل المسلمين وجعلهم عبارة عن قطيع يساق إلى مرعاه، ولا يدري إلى أين يسافر، وليس من حق الواحد أن يعبر ولا أن يتكلم ولا أن يبدي رأيه، بل عليه أن يبصم على كل شيء، ويؤيد كل شيء، ويوافق على كل شيء، وألا يعترض، وإلا فإنه يكون حينئذٍ قد وضع نفسه تحت طائلة العقاب والتأديب والتشهير والأذية وتسلط الأجهزة الأمنية إلى غير ذلك مما هو معروف.

وهذا الطريق صد عن سبيل الإصلاح، ويراد به وضع العراقيل والعقبات أمام أي إصلاح؛ سواء أكان إصلاح فرد أم تيار بحيث إن الناس يرون أن الطريق صعب وشاق ويرجعون -كما يقال- وأول الدرج، من أول السلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015