الدعوة لله لا طلب الدنيا

أيها الأحبة: يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} [الفرقان:57] ماذا يريد الدعاة؟ هل طلبوا مالاً، أو منصباً، أو وظيفة، أو رتبة؟ كلا والله! وإنني أقول والأمر يستدعي أن يقال هذا الكلام، وهو في نفوسنا يجمجم منذ زمن بعيد؛ لكن آن الأوان أن يقال: والله إن هذه الأشياء كلها ليس لها عندنا من وزن ولا قيمة، وليست في برنامجنا أو اعتبارنا ولا في ميزاننا كأشخاص، فلا يعنينا هذا الأمر قط، ولو أراده إنسان لعرف أن الطريق إليه سهل، فليس هو مكلفاً أو مؤذياً، بل الأمر كما قال الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} [الفرقان:57] {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} [الأنعام:90] فنحن ندعو إلى إصلاح أحوال الناس كلها، وإلى إتاحة المجال للدعوة إلى الله تعالى، والكلمة الحرة الصادقة المنضبطة بضابط الشرع، يقولها داعية، أو خطيب، أو إعلامي صحفي، أو كاتب، أو شاعر، أو ناثر، أو معلم، أو موظف، ندعو إلى أن يتمكن الناس من التعبير عن الحق الذي يعتقدونه، والمشاركة في الإصلاح لهذه الأمة التي تحيط بها الأخطار والفتن من كل جانب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015