ما تنزه الله عنه

وقوله: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم:65] هنا بدأ المصنف رحمه الله في ذكر بعض الأشياء المنفية عن الله تعالى، والتي يسميها العلماء: السلوب، أي: جمع سلب، والسلب: هو النفي الذي هو ضد الإثبات، ولهذا من أهل البدع من لا يصفون الله تعالى إلا بالسلوب، أي: بالنفي، نفي النقائص، فلا يثبتون شيئاً إنما ينفون النقص، فيقولون: إنه تعالى ليس كذا وليس كذا ولا شك أن الأصل الإثبات وليس النفي، وإنما يكون النفي لأسباب معلومة: كما إذا تبادر إلى ذهن بعض الناس معنى غير لائق فإنه ينفى، أو ادعى آخرون صفة نقص لله جل وعلا فإنها تنفى؛ ولهذا جاء النفي في مواضع معلومة محددة لسبب معلوم محدد أيضاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015