عدم أخذ رأي الطرف المهم من الزواج

من الأخطاء التي يقع فيها بعض الشباب أو بعض الأسر: عدم أخذ رأي الطرف المهم في الزواج؛ فربما يزوج الولد دون أن يؤخذ رأيه، يقول له أبوه: هذه بنت عمك، لا بد أن تتزوجها، وإذا لم تتزوجها فأنا لا يمكن أن أكلمك أو أقبل منك شيئاً وإلى غير ذلك، أو -وهذا كثير بالنسبة للبنت- ربما يعطي الأب البنت لولد أخيه أو قريبه دون أن تدري، وهذا لا يجوز، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول في الصحيح: {لا تنكح البكر حتى تستأمر} أي: تستأذن، فلا بد أن يستأذنها أبوها، وإذنها أن تصمت على أقل تقدير، فإن وافقت وقالت: نعم.

فهذا لا شك أنه نور على نور، أما أن يزوجها الأب دون علمها، ودون أن يأخذ إذنها وموافقتها، فهذا ظلم لها، وهو لا يجوز، كما قرره أهل العلم، ومن أفضل من قرر ذلك: الإمام ابن القيم في زاد المعاد.

وكثير من الأسر يقولون: فلانة لفلان، هذا معروف منذ الطفولة، وكأنه قرار نافذ لا يمكن أن يرد، حتى لو كانت هي لا تقبل به.

وبعض الأسر لا يزوجون إلا من الأسرة نفسها، وكأنهم من آل بيت النبوة، حتى آل بيت النبوة ليس لهم ميزة خاصة، لكن أحياناً أسر وقبائل وعوائل عادية، ومع ذلك يقولون: لا نزوج فلاناً! صحيح أنه رجل له مكانته وله فضله وجاهه وليس فيه شيء، إلا أنه من قبيلة أخرى، أما فيما يتعلق بالقبائل والشعوب، فهذا أمر آخر، والله المستعان!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015