جانب آخر فيما يتعلق بصور من الحضارة الغربية، موضوع العلاقات الزوجية، بعد أن تظفر الفتاة بالزوج، بعد جهد جهيد، ما الذي يحدث؟ يحدث أن هذه العلاقة سرعان ما تضعف وتزول، وذلك لأسباب:- منها: أن الرجل يجد المرأة على قارعة الطريق مهيأة له، فيبدأ بالمقارنة، ولا بد أن يجد له في السوق أو في الشارع أو في ميدان عمله امرأة تكون أحسن من زوجته، فيصرف النظر عن زوجته، ويصبح لا يطيق البقاء معها.
ومن جانب آخر: المرأة مسترجلة، المرأة في كثير من الأحيان أخذت عادات الرجل وأخذت أخلاقه، فأصبحت كأنها رجل آخر تقوم مقام الندية له، ففقد المجتمع التكافل، ولذلك تجد حين يذهب الرجل وزوجته إلى المطعم، ويأتون بالطعام -لأنهم في الغالب لا يأكلون في البيوت بل يأكلون في المطعم- تجد الرجل يدفع عن نفسه، والمرأة تدفع عن نفسها، وكل واحد يدفع قيمة الطعام الذي أكله! فغير واردٍ في الحسبان أن الرجل يدفع عن زوجته أو العكس، بل كل واحد مسؤول عن نفسه.
الرجل حينما يستقدم ضيوفاً في بيته، فليس من عاداتهم أن المرأة تقوم بالطبخ للضيوف، لا! بل هو يطبخ لضيوفه، وهي إذا استقدمت ضيوفاً تطبخ لضيوفها أيضاً، لا تكلف زوجها أن يقوم بالنيابة عنها، وكل واحد مسؤول عن أموره الخاصة، وليس هناك أي مسؤولية أو قوامة، بل العلاقة بين الزوج وزوجته علاقة آلية بحتة.
يقول مدير البعثات المصرية في فترة من الفترات في أمريكا: إنه دعي إلى حفلة من الحفلات هناك، وصادف أن زوجته كانت مريضة في تلك الليلة، فاتصل بالمسؤولين عن تنظيم الحفلة، وقال لهم: لا أستطيع حضور الحفلة؛ لأن زوجتي مريضة، ولا أريد أن أحضر، فقالت له -التي تنظم الحفلة-: لا بد أن تحضر أنت ولو بدون زوجتك، وقد كان حظنا سعيداً -تقول- لأن هناك امرأة سوف تحضر إلى الحفلة قد مات زوجها اليوم، فمن حسن الحظ أن تحضر أنت حتى تكون رفيقاً لها! أي أن هناك امرأة مات زوجها الآن، وفي المساء سوف تحضر حفلة، وكل ما في الأمر أنها تجد رجلاً آخر يكون رفيقاً لها خلال هذا الاحتفال!! فأين الروابط العميقة التي تربط بين الزوجين؟! وأين العلاقات التاريخية العميقة؟! أين العلاقات التي تمتد من الدنيا إلى الآخرة؟! حتى إن الزوج الذي هو زوج لامرأته في الدنيا هو زوج لها في الجنة إذا كانوا من أهل الجنة، فهي علاقة راسخة تتجاوز حدود الدنيا إلى الآخرة، وعلاقة عميقة، أما هؤلاء فهي علاقة آلية شكلية بحتة، المرأة يموت زوجها في الصباح، وفي المساء تذهب لتحضر احتفالاً من الاحتفالات.
وحدثنا الشيخ الإمام الأستاذ سيد قطب رحمه الله وجادة في كتابه: أمريكا التي رأيت، يقول: إنه ذهب إلى امرأة أمريكية فجلس عندها، فوجدها تتحدث مع زميلة لها، وهو ما سمع أول القصة، لكن سمع آخرها، فسمعها تقول لها: من حسن حظي أنني كنت مُؤمِّنَةٌ على حياته -أي سجلته في شركة التأمين- ولذلك لم يكلفني علاجه حين المرض إلا تكلفة زهيدة جداً من خلال الهلال الأزرق -كما يسمونه- فكانت التكلفة بسيطة جداً وكذلك لما مات كانت تكاليف الدفن وغيرها بسيطة، لأن الشركة المؤمنة قامت بهذه التكاليف، قال: ثم ابتسمت ضاحكة، وخرجت بكل برودة، فيقول سيد رحمه الله: لم يخطر على ذهني إلا أنها تتحدث عن كلبها، لأنها تتكلم بصورة باردة لا مبالاة فيها، فسألت المرأة الأمريكية: عن ماذا تتحدث صديقتك؟ قالت: إنها تتحدث عن زوجها الذي مات منذ ثلاثة أيام، كل ما في الأمر أنها ما تكلفت في تكاليف العلاج ولا في تكاليف دفنه، والأمر بالنسبة لها أمر هين جداً.
هذه العلاقة الجافة الآلية الباردة هي سبب للسفاح، والسفاح أيضاً -وهو الزنا- سبب لها، فحسب الإحصائيات والمعلومات الموثقة المؤكدة، أن (100%) من النساء هناك قبل الزواج يمارسن الزنا بدون أية صعوبة في ذلك، بل إننا نجد أنهم في عاداتهم وتقاليدهم، ليس عندهم وفي قاموسهم معنى لكلمة العرض أو الشرف التي يفتخر بها المسلم، بل يفتخر بها الإنسان السوي، فهذه الكلمة ليس لها وجود في قواميسهم، لا يقابلها كلمة تترجم إلى معانيها، وهذه قضية قديمة عند الرومان والإفرنج، فإننا كنا نسمع الأمهات -كما ذكر لي أحد الخبراء- تدعو على طفلها أحياناً إذا بال وتقول له: عطاك الإفرنج! فما هو الإفرنج؟ يقول: الإفرنج هذا عبارة عن مرض من الأمراض الجنسية، وهو مرض الزهري تقريباً، فكانت الأم تدعو على ولدها بهذا المرض، وإنما سمي بالإفرنج، لأن الإفرنج لما جاءوا إلى البلاد الإسلامية كان هذا المرض متفشياً فيهم؛ لأن الزنا عندهم مستباح منذ عهود قديمة، فهي كما يقال: شنشنة أعرفها من أخزم.
أما بعد الزواج، فقد تقل نسبة الخيانة عندهن إلى (75%) وهذا أيضاً حسب إحصائيات ومصادر رسمية موثقة عندهم.