عمل المرأة

الصورة الثالثة: قضية عمل المرأة، المرأة في بلاد الغرب تضيع في دخان المصانع، وتعمل ليل نهار، وتعودت على حمل الأثقال، وعلى القيام بالأعمال الشاقة التي لا يعانيها إلا كبار الرجال، ومع ذلك كله فإنها لا تأخذ من الراتب إلا نسبة (60%) من راتب الرجل! لماذا تعمل المرأة في بلاد الغرب؟ الأمر الأول: تعمل لتثبت شخصيتها، وإن لم تكن بحاجة لذلك لكن يهمها أن تثبت شخصيتها، وهذا من أثر شعورها بأن الرجل متقدم عليها، فهي تحرص على أن تثبت شخصيتها.

ولذلك يقول بعض المفكرين: هل من قبيل المصادفة أن تصبح المرأة -حتى لو سلمنا لدعاة التغريب- مغلوبة مهضومة على مدار التاريخ، هل من قبيل المصادفة أنه على مدار التاريخ المرأة دائماً هي المغلوبة؟ لماذا لم نجد في عصر من العصور أو في مجتمع من المجتمعات أن الرجل أصبح مستضعفاً مغلوباً، وأن المرأة قد بخست الرجل حقوقه ومنعته بعض ميزاته وصلاحياته؟ فهذا دليل على أن المرأة خلقت لمهمات معينة، والرجل خلق لمهمات أخرى.

الأمر الثاني: الذي يدعو المرأة إلى العمل في بلاد الغرب هو: الحرص على الأمن، أحد الشباب يسأل موظفة في مطار نيويورك تعمل أحياناً إلى أربعة عشر ساعة في اليوم والليلة، فيقول لها: هل أنت مرتاحة في هذا العمل؟ تقول له: هذا العمل أفضل لي من غيره، وإن لم أكن مرتاحة فيه، ثم يقول لها: ما وجه ارتياحك لهذا العمل أو تفضيلك له؟ تقول: أهم شيء عندي هو أنني أقضي جزءاً من وقتي خلال هذا العمل، فأتخلص من الفراغ، الأمر الثاني: أنني خلال قيامي بهذا العمل، أحتك بالناس، وهذا يسألني، وهذا أقوم له بعمل معين، فهو أفضل من الانفراد، جانب ثالث: وهو المهم، أنني أشعر من خلال قيامي بالعمل بشيء من الأمن، فإنني إذا خرجت إلى المجتمع، تخطفتني العصابات اللصوص والمغتصبون وغيرهم، فهي تخاف، أما داخل المطار، فهي تحس بشيء من الأمن، ولذلك تفضل هذا العمل.

الأمر الثالث: أن المرأة لا بد أن تقوم بواجباتها، وتنفق على نفسها، فالرجل يخدم نفسه، والمرأة تخدم نفسها، خلافاً لما نجده في الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015