الصورة الرابعة: وهي الطلاق، في عام (1900م) كان الطلاق (10%) قفزت النسبة في عام (1948م) لتصبح (40%) أما الآن فنسبة الطلاق في أمريكا تتجاوز (70%) من الزيجات تنتهي بالفشل والطلاق، والأسباب معروفة: منها: الخيانة الزوجية، وقد ذكرت لكم سلفاً أن نسبتها (75%) للمتزوجات، أيضاً: التكاليف الباهظة في وقت ليس لدى الرجل استعداد لتحمل أية مسؤولية لا عن الزوجة ولا عن الأطفال، فهو يريد أن يستمتع بالمرأة، لكن لا يريد أن تنجب، وإذا أنجبت لا يعترف بهذا الولد، ولا ينفق عليه.
من الأسباب أيضاً: العمل: فالرجل يعمل والمرأة تعمل، وبالتالي ليس بينهما علاقة زوجية حقيقية.
كذلك من الأسباب: استرجال المرأة بحيث أن الرجل لا يستمتع بها، وأذكر أن رجلاً أمريكياً أسلم، وكان عنده زوجة أمريكية، فعاش معها صعوبات شديدة، وفي النهاية آل الآمر إلى الطلاق، والطلاق عن طريق المحكمة طبعاًً، ثم ذهب هذا الرجل المسلم يبحث عن زوجة بديلة، فتزوج امرأة مسلمة من جنوب شرق آسيا، ولما تزوجها قال: والله العظيم أصبحت أحس كأن المرأة الأولى التي عشت معها رجل تماماً، ولم أعرف معنى المرأة إلا الآن، وأدركت الآن كيف تكون المرأة، أي بما فيها من تذلل للرجل، وتواضع له، وخدمة وتحبب وتقرب إليه.
وهذه هي الميزة التي تميز المرأة، وكلما كانت المرأة كذلك كان هذا أدل على كمالها، فإن كمال المرأة في هذا الضعف التي تتميز به عن الرجل، وليس كمال المرأة في استرجالها وتقمصها لأخلاق الرجال وصفاتهم، ولذلك كان العرب يعيبون المرأة بكونها امرأة مسترجلة.
ومن الأسباب أيضاً: ضعف الحوافز، فما الذي يغري الرجل أن يبقى مع المرأة، مادام يجد المرأة في كل مكان، ويستطيع أن يرضي غريزته بأحسن منها وبأجمل منها، وبأعداد كبيرة من النساء، وبنفس الوقت هو ليس لديه معاني أخلاقية ولا مثل يرعاها، فما الذي يغريه أن يبقى تحت سقف واحد مع امرأة؟ بل يؤول الأمر أجياناً كثيرة إلى الطلاق، ولأن الطلاق قد يكون فيه صعوبة، يؤول الأمر إلى أن الرجل يضرب المرأة ضرباً مبرحاً، حتى تطالب هي بالطلاق، ومن النساء من تموت تحت الضرب، وقد يعمد الرجل إلى قتل امرأته أو إحراقها حتى يتخلص منها، وفي هذا معلومات وقصص وإحصائيات تثير العجب وتدعو إلى الذهول!