طمأنة قلوب المؤمنين والمؤمنات

وأخيراً فإن طرح مثل هذا الموضوع هو سبب تطمئن به قلوب المؤمنين والمؤمنات، على أنه مهما كثرت الشعارات والانحرافات، وكثر في أوساط الفتيات: التقليد والتشبث بعادات الأمم الأخرى وأخلاقها وأزيائها وتسريحاتها وأخلاقها ومُثلها، إلا أن مثل هذه الأمة لا بد أن تعود إلى أصالتها.

يحدثني أحد الشباب -وهو ثقة- أنه ذهب إلى بريطانيا يدرس فيها، وأقام هناك عند أسرة أو عائلة مكونة من امرأة عجوز كبيرة السن وزوج، ومجموعة من الفتيات خارج البيت يزرن أمهن بين الفينة والأخرى، فيقول لي: إنه كان يتحدث مع هذه المرأة عن الإسلام، وعن أخلاقيات الإسلام، وعن مثل الإسلام وقيمه، فكانت تقول له: إن هذه الصورة التي تتحدث عنها صورة رائعة، وأننا نفتقدها في بلادنا، فيقول لي هذا الشاب ذهبت تودعني إلى المطار لما أردت أن أسافر، وكانت تتحدث معي بلهجة حزينة، وتكاد أن تبكي؛ لأنها فقدت الحنان، وتشعر أن زوجها يريد أن يتخلى عنها، لأنه شاب وهي أكبر منه سناً، وبناتها يركضن وراء الحياة بعيداً عنها، وتتمنى أن تعيش في بلاد الإسلام، فقالت: نحن لن نراكَ بعد الآن؟ فقال لها مازحاً: لقد ذكرتِ لي أنك إذا مت فإنك تريدين أن تحرق جثتك، فإذا مت فأنا سوف آتي لأشارك في مراسم العزاء، وأشارك في حرق هذه الجثة، وهو يضحك عليها، فيقول: فدمعت عيناها، وقالت لي: أريد أن أعيش في مثل مجتمعكم ولو سنة واحدة، ثم أحرقوني بعد ذلك! وتقول: والله إن خمسة وخمسين سنة قضيتها، ومع ذلك إنني أشعر أنني لم أدخل إلى الحياة حتى الآن! صيحات الخطر تتعالى في بلاد الغرب، والنذر تتوالى عندهم، والدراسات تعلن النفير وأن حضارة الغرب آيلة إلى الفناء والسقوط، ولذلك فإن البديل هو الإسلام، فلتطمئن نفوس المؤمنين والمؤمنات، وليعلموا أن هذة الأمة -أمة الإسلام- لا بد لها من الرجوع إلى دينها والعودة إلى مصادرها الحقيقية، ومظاهر ذلك ظاهرة الآن.

فنحن الآن نجد كثيراً من الفتيات والحمد لله قد عدن إلى الالتزام في عاداتهن وفي أزيائهن وأخلاقهن وأفكارهن، وهذه بوادر نرجو أن تكون بداية لعودة حقيقية عامة شاملة عند بنات هذا الجيل إلى دين الله وشرعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015