ثانياً: بعد التكبير يستفتح العبد، وهو سنة وليس بواجب عند جميع أهل العلم، وأي دعاء ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم جاز أن يستفتح به العبد، مثلاً: {سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك} هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في صحيح مسلم وغيره، وجهر به عمر وعلمه الناس، ورجحه الإمام ابن القيم من نحو عشرة أوجه، واختاره الإمام أحمد، وفي كتاب التوحيد لـ ابن مندة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أحب الكلام إلى الله: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك} وسند الحديث جيد.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه عليه السلام كان يستفتح فيقول: {اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد} وإن دعا بغير ذلك من الاستفتاحات الواردة، وهي نحو أربعة عشر استفتاحاً، فلا بأس بذلك، ولو جمع بين استفتاحين لم يكن عليه في ذلك إن شاء الله حرج كما رجحه الإمام ابن تيمية رحمه الله، ثم يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98] .