أولاً: يرفع العبد يديه في مبدأ الصلاة، ويقول: الله أكبر، وهذه تكبيرة الإحرام، وبها يدخل الإنسان في الصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم} فإذا كبر دخل في الصلاة وأحرم بها، فأصبح محرماً عليه أن يأكل أو يشرب أو يتكلم أو ينصرف عن القبلة أو يعاني أي عمل من أعمال الدنيا التي تتنافى مع الصلاة.
وهذه التكبيرة ركن من أركان الصلاة، وينبغي أن يرفع يديه مع التكبير، يرفعهما إلى منكبيه -كما جاء في بعض الأحاديث- أو إلى أطراف أذنيه، كما جاء في أحاديث أخرى، ورفعهما إلى المنكبين هو مذهب الجمهور، وأكثر الأحاديث عليه، ولو رفعهما إلى أطراف الأذنين فلا حرج، فقد جاء في أحاديث أخرى، وتوسط بعض أهل العلم فقال: يكون أسفل اليد إلى المنكب، وأطراف الأصابع إلى فروع الأذنين.
وهذا الرفع مسنون عند تكبيرة الإحرام، كما هو مسنون أيضاً عند تكبيرة الركوع، وعند الرفع من الركوع، وهو أن يقول: سمع الله لمن حمده ويرفع يديه، كما هو مسنون في موضع رابع عندما يقوم من التشهد الأول، فهذه أربعة مواضع، ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر وغيره أنه يشرع للإنسان أن يرفع يديه فيها مع التكبير أو مع التسميع، وهو سنة على كل حال، كما هو مذهب الجماهير من العلماء بما في ذلك الأئمة الأربعة، رفع اليدين عند التكبير والركوع والرفع من الركوع والقيام من التشهد الأول هو سنة وليس بواجب، كما هو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم.