ثالثاً: يضع يده اليمنى على يده اليسرى كما سبق، وهذا يكاد يكون اتفاقاً بين أهل العلم وخالف في ذلك القليل، ثم يضع يديه على صدره، لحديث وائل بن حجر قال: {صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده اليمنى على اليسرى على صدره} والحديث رواه ابن خزيمة وفي سنده ضعف، ولكن له شاهد آخر مرسل صحيح، عن طاوس قال في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: {أنه كان يضع يده اليمنى على اليسرى، ثم يشد بينهما على صدره} والحديث هذا رواه أبو داود وهو مرسل صحيح، وبه يتقوى حديث وائل بن حجر رضي الله عنه.
وهناك أقوال: بعضهم يقول: يرسل يديه، وبعضهم يقول: يضعهما فوق السرة، وبعضهم يقول: يضعهما تحت السرة، وأود أن أقول: إن الأمر في ذلك كله واسع، فأما السنة فلا شك أن السنة وضع اليمنى على اليسرى، وليست إرسال اليدين، ثم إن وضعهما على صدره أو تحت الصدر قليلاً أو فوق السرة أو تحت السرة فذلك كله واسع، والأولى أن يضعهما فوق الصدر.
إنما ينبغي ألا تكون هذه المسألة من المعضلات، وألا تكون مثاراً للجدل والإشكال والقيل والقال، وينبغي أن يكون فيها تعاذر وتناصح وتغافر، فلو خالفتني في هذه المسألة فلا حرج عليك إن شاء الله، وأرجو ألا تؤاخذني إن خالفتك أيضاً، فإن الصلاة -كما أسلفت- عبادة المقصود فيها ما يقرب إلى الله تعالى، وليس المقصود فيها الجدل والقيل والقال وارتفاع الأصوات واختلاف القلوب، ولأن نضع أيدينا مختلفين، فهذا وضعهما على صدره، وهذا وضعهما فوق سرته، وهذا وضعهما تحت سرته، مع اتفاق القلوب وسلامتها والنصح للمسلمين لهو خير عند الله تعالى من أن نفعل غير ذلك، وتكون القلوب مختلفة متناحرة مليئة بالبغضاء لإخوانك المسلمين.