التسبيح والدعاء وقت القراءة في الصلاة

الرابع عشر: هل يشرع للإنسان أن يسبح الله تعالى ويسأله ويستعيذ إذا سمع من الإمام آيات فيها سؤال أو استعاذة أو تسبيح؟ هل يشرع له أن يقول: سبحانه، إذا جاء ذكر الله تعالى، أو يسأل الله الجنة إذا جاء ذكر الجنة، أو يستعيذ من النار إذا جاء ذكر النار؟ ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في صلاة الليل، كما في حديث حذيفة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة والنساء وآل عمران، لا يمر بآية فيها تسبيح إلا سبح، ولا تعوذ إلا استعاذ، ولا سؤال إلا سأل، ومثله حديث عوف بن مالك الأشجعي كما روى موسى بن أبي عائشة قال: {كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فوق سطح بيته، فكان إذا قرأ قول الله تعالى في آخر سورة القيامة: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:40] قال: سبحانك فبلى، سبحانك فبلى، فسأله، فقال: سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم} والحديث رواه أبو داود وسنده جيد.

وفي المسألة أقوال، قيل: يكره ذلك مطلقاً في الفريضة والنافلة، وقيل هو مشروع مطلقاً، والاعتدال أن ذلك مشروع في النافلة لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جائز في الفريضة أيضاً فلا دليل على منعه، والأصل أن ما جاز في النفل جاز في الفرض إلا أن يدل الدليل على غير ذلك، فقد ثبت عن بعض الصحابة أنهم كانوا يسبحون الله تعالى ويسألونه ويستعيذون به في الفريضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015