التمييز العنصري

ومما عاشه الغرب ما يسمى بالتمييز العنصري كاليهود -كما ذكرت لكم- والأمريكان -أيضاً- يعتقدون أن الشعب الأمريكي هو الشعب الذي اختاره الله لتحضير العالم، ومن هذا المنطلق ينظرون إلى الناس كالنمل أو الذر الصغير أمام هؤلاء العمالقة الكبار، في نظرهم وفي تصورهم، وتصور الغرب بشكل عام.

قضية التمييز العنصري بين الأبيض والأسود، ولذلك تجدون أن أكثر الذين يسلمون في الغرب هم من السود، لأنهم يواجهون اضطهاداً كبيراً، وقد رأيتهم وسمعنا من أخبارهم الشيء الكثير، أقول: بالملايين في أكثر دول العالم تقدماً ينامون على الأرصفة، لا يجدون بيتاً يأوون إليه، ويأكلون طعامهم من القمامة، تجد شيخاً كبير السن منحني الظهر يبحث في القمامة لعله يجد قشرة موز أو كسرة تفاح يأكلها ويسد بها رمقه.

وإلى وقت قريب كانوا يكتبون على مطاعمهم: ممنوع دخول السود والكلاب، فهم ينظرون هذه النظرة العنصرية التي هي نظرة منحرفة -أصلاً- تُنِمُّ عن مدى ما في عقولهم من الانحلال، لأننا نجد أن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] .

حتى أن من العجيب أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لـ بلال العبد الأسود الحبشي، كما في صحيح البخاري: {يا بلال أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك أمامي في الجنة بلال العبد الأسود الحبشي يدخل أمام النبي صلى الله عليه وسلم الجنة، قال: والله يا رسول الله! لا شيء، إلا أنني ما توضأت وضوءاً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الوضوء ما شاء الله تعالى} سنة الوضوء كلما توضأ صلى ركعتين أو ما شاء الله تعالى، فكان هذا سبباً في تقدمه إلى باب الجنة {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم والأم حواء فإن يكن لهم من أصلهم نسب يفاخرون به فالطين والماء كلنا نشترك في هذا النسب.

إذاً الإنسان في الإسلام له كرامة، وله حقوق يجب أن يعلمها، وأن يطلبها ويحفظها، وعليه واجبات يجب أن يعلمها وأن يؤديها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015