الإنسان في دين الإسلام

إذاً الإنسان مخلوق مكرم مميز، خلقه الله عز وجل، وأسجد له ملائكته، وميزه بالعقل والتكليف، وطالبه بالعبودية له، وجعل لهذا الإنسان حقوقاً لا بد من رعايتها، ولذلك لا يمكن أن تجد مذهباً أو ديناً في الدنيا ضمن وكفل حقوق الإنسان مثل الإسلام، لماذا؟ لأن نظرة الإسلام إلى الإنسان نظرة صحيحة، أما النظم والمذاهب والأديان الأرضية الأخرى المنحرفة، فهي -أصلاً- تنظر إلى الإنسان نظرة فاسدة.

مثل الذين يعتبرون أن أصل الإنسان حيواناً تطور، وتسلسل في الرقي حتى صار إنساناً، فمثل هؤلاء ينظرون إلى الإنسان نظرة حيوانية، ولهذا يهمهم من الإنسان الجانب الجسدي، تغذية الإنسان، متعته الجنسية، متعته في الأكل والشرب، الأشياء المادية، أما الجانب الأخلاقي، والجانب التعبدي، والإيماني، فلا يعنيهم في الإنسان، وانظر في الحضارة الغربية اليوم، الغرب يعتني بالإنسان في الجوانب البدنية، لكنه ضيع الإنسان تماماً في النواحي الأخلاقية، والروحية الإيمانية، ولهذا ضجوا وصاحوا، يقولون: إن الإنسان في الغرب جسدٌ بلا روح، وإن الحضارة الغربية أشبعت الإنسان وأروته بالماء والطعام والشراب، ولكن الظمأ العاطفي، الحاجة إلى الإيمان، الحاجة إلى التدين، هذه الحضارة فشلت في إشباعها عند الإنسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015