مراحل تداعي الأمم على أمة الإسلام

قف عند حديث ثوبان يقول: {يوشك أن تتداعى عليكم الأمم} أريد أن أسأل الإخوة: هل وجد هذا العصر الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم الآن أو لا يزال غير موجود؟ يقول: {يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها} يدعو بعضهم بعضاً، أعتقد أن هذا كان في وقت مضى، أما الآن فنحن في وضع أسوأ مما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن المسلمين مروا بمراحل: المرحلة الأولى: بعدما سقطت الخلافة الإسلامية -الخلافة العثمانية- أصبحت البلاد الإسلامية لقمة سائغة في أيدي الأعداء، فأول الأمر كان الأعداء قد اختلفوا في قسمة التركة، وتنازعوا، ثم بعد ذلك تصالحوا، ووجد ما يسمى باقتسام مناطق النفوذ، الآن انتهت قضية التداعي على القصعة، وعرف كل إنسان منهم نصيبه، عرفت الدول نصيبها من البلاد الإسلامية، وأخذته غنيمة باردة.

فنحن الآن في مرحلة ما بعد التداعي -إن صح التعبير- ولكننا -كما قال المثل: (اشتدي أزمة تنفرجي) في قمة الظلام يولد الفجر، وفي حلكة الظلام يولد الفجر، فإذا وصلت الأمور إلى نهايتها وإلى غايتها، فهنا البشير لبداية النصر، قال تعالى: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214] استبطئوه {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015