تداعي الأمم على أمة الإسلام

الحديث الثاني: -وهو أعظم وأوضح من هذا الحديث- حديث ثوبان رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما، وهو حديث صحيح، وله شاهد عن أبي هريرة رواه أحمد بسند جيد، كما يقول الهيثمي، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: {يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها" -تداعى: يدعوا بعضهم بعضاً، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، لاحظ! الطعام في قصعة وكل واحد يدعو الثاني- قالوا: أمن قلة بنا يومئذ يا رسول الله؟ -نحن قليل- قال: لا، بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل -الغثاء: هو الذي يكون فوق السيل فإذا جرى الوادي يكون فوقه الغثاء الأبيض الذي هو: عبارة عن زبد وأشياء جرفها الماء معه وهي أمور تطير فقاعات، لا فائدة منها، غثاء كغثاء السيل، يعني: قيمة الفرد ضاعت، مثلما قلنا ألف مليون إذا كنا نريد منهم ألف مليون ريال لم تحصل، غثاء كغثاء السيل- ولينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم -لا يخافكم- وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت} والجهاد لا يقوم إلا على التضحية والبسالة، والذي يحمل روحه على راحته: ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي والموت يرقص لي في كل منعطف وما أبالي به حتى أحاذره فخشية الموت عندي أبرد الطرف أو الآخر المقاتل الذي يقول: وإني لمقتاد جوادي وقاذف به وبنفسي العام إحدى المقاذف لأكسب أجراً أو أءول إلى غنى من الله يكفيني عداة الخلائف فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن على شرجعٍ يعلى بدكن المطارف ولكن أحن يومي شهيداً بعصبة يصابون في فج من الأرض خائف عصائب من شيبان ألف بينهم تقى الله نزَّالون عند التزاحف إذا فارقوا دنياهم وفارقوا الأذى وصاروا إلى موعود ما في المصاحف فإذا زالت من المؤمنين روح البذل والفداء والتضحية، وتعلقوا بالدنيا؛ فلا يوجد عندهم جهاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015