وأخيراً: الواجب وما أكبر هذا الواجب: الواجب حركة إسلامية جهادية في كل صعيد، عدونا حاربنا بالمرض، فنحن نحتاج إلى حركة جهادية تسعى إلى إعادة الصحة والقوة إلى المسلمين، وحتى حين يكونون ضعفاء {لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله} حتى حين نكون ضعفاء، حاربنا العدو بالجهل.
فنحن بحاجة إلى حركة تعليمية واسعة النطاق، ترفع الأمية والجهل عن المسلمين، عدونا حاربنا بالفقر، فنحن بحاجة إلى حركة اقتصادية صحيحة سليمة تسعى إلى توفير المال بأيدي المسلمين من خلال الطرق والوسائل الشرعية، ثم نحن بحاجة إلى حركة جهادية تقاتل الكفار على الثغور، في فلسطين، وفي أفغانستان، وفي كل بلد يهيمن عليه الكفار، وترفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
نحن بحاجة إلى حركة جهادية شرعية تنشر العلم الشرعي، والفقه، والمعرفة، وهي الضمانة لكل التحركات السابقة، تضمن ألا تنحرف ذات اليمين، أو ذات الشمال، ثم مع ذلك نحن بحاجة -كما أسلفت- إلى حركة جهادية، إعلامية، تصنع الإعلام الإسلامي الذي يكون بديلاً عن الإعلام المنحل، وهذا يحتاج إلى أمم من الناس.
القضية في الواقع -أيها الإخوة- ليست قضية يسيرة -كما يبدو لنا- أحياناً نقول مجرد مجموعة في بلد من البلدان النائية تقوم بحركة ثم تدعم ثم تقوم دولة الإسلام، ثم يهاجر إليها المسلمون، ثم تبدأ تتوسع، هذا تصور فيه سذاجة، فيه غفلة، نحن بحاجة إلى حركة جهادية في كل بلد، وفي كل مجال، وعلى كل صعيد، ونحن بحاجة إلى جهد كل مسلم، كل مسلم يجب أن يكون إيجابياً، مرحلة الغثائية يجب أن نتعداها، كن إيجابياً فعالاً مؤثراً بقدر ما تستطيع.