فمن البلاهة والسذاجة بمكان، أن نتصور أن هؤلاء سيصبحون غنيمة باردة للمسلمين، بل نحن نجد أن العداء للإسلام يبرز في كل وقت، وفي كل مناسبة، يبرز بشكل واضح، ما هو الذي حرك فرنسا كلها؟! من أجل ثلاث فتيات مغربيات أردن دخول المدرسة بحجاب، وهو نوع من الحجاب الشرعي، وليس فيه غطاء الوجه.
لكن حجاب بغطاء الشعر، فرفض مدير المدرسة، وتطورت القضية إلى مدير التعليم، ثم إلى وزير المعارف، ثم إلى مجلس الوزراء، ثم إلى رئيس الدولة، وصارت قضية صحفية، بدأت ولم تنته، وفي النهاية لم تمكّن هؤلاء الفتيات من دخول المدرسة بالحجاب الشرعي، إما أن تخلع الحجاب، وتكشف عن شعرها، وإما أن تحرم من دخول المدرسة، واضطرت هؤلاء الفتيات الثلاث إلى أن يدخلن المدرسة، ويخلعن الحجاب عن شعرهن، ما هو الذي حرك فرنسا الدولة الصليبية من أقصاها إلى أقصاها! كانوا يقولون: إن فرنسا أم الحرية، وفرنسا بلد، العري فيها مباح، حتى في أجهزة إعلامهم، وفي أسواقهم، وفي كل مكان تواجه المرأة العارية، البلد الذي يبيح حرية التعري، أصبح يغضب ويثور وتتحرك أجهزته كلها: الإعلامية، والإدارية، من أجل ثلاث فتيات أردن دخول المدرسة بغطاء الرأس، لماذا كل هذا؟! ما هو الذي جعل بريطانيا تتحرك، وتثور من أجل قضية سلمان رشدي وهو شخص واحد وليس قضية سياسية، ولا يمثل جهة سياسية، لكن لأنه تحدى مشاعر المسلمين، وأهانهم، وانتهك حرمات الأنبياء والمرسلين، وأساء إلى الصحابة، وإلى أمهات المؤمنين، وجرح شعور كل مسلم، أثاروا هذه القضية على أوسع نطاق، وجعلوها ضربة لازمة على المسلمين، وتحركت أجهزة كثيرة: سياسية، وصحفية، واستغلت هذا الحادث أبشع استغلال.
ما هو الذي يجعل روسيا -الآن- تعامل الجمهوريات النصرانية معاملة، وتعامل الجمهوريات الإسلامية معاملة أخرى؟! فالجمهوريات النصرانية، يأتي رئيس الدولة ويقال له نرحب بك كرئيس دولة صديقة، ويجلس للمحاورة والمشاورة والمداورة معهم.
ثم الدول الغربية كلها تقف إلى صفها، وتهدد روسيا إذا استخدمت القوة في حقها، في حين أن حركة المسلمين تسحق بالقوة والدبابات، ولا أحد يتحرك، لقد عامل الروس النصارى معاملة غير معاملة المسلمين، والقوة الغربية كلها تحركت من أجل النصارى، ولم تتحرك من أجل المسلمين، بل هي تساند هذه الخطوات.