اختيار التخصص

Q فضيلة الشيخ، أنا أميل إلى العلوم الشرعية، ولكن لا أدري وفي أية مادة أطلب؛ علم الحديث، أو العقيدة، أو الفقه، علماً أنها مفرقة في الكليات حسب التخصص، وشكراً؟

صلى الله عليه وسلم ذكرت أن الإنسان قد يقف حائراً في حالات كثيرة لا يستطيع أن يحدد بالضبط المجال الذي يمكن أن ينفع فيه أكثر، ولذلك فإن الإنسان ينبغي له أن يحرص على أن يأخذ أصول العلوم في البداية ويتأملها، حتى يكون لنفسه خلفية علمية جيدة؛ لأن الإنسان لا يمكن أن يجيد في فن -خاصة الشريعة- وهو يجهل بقية الفنون جهلاً تاماً، ولا يمكن أن يستطيع الاستفادة من دليل واحد، وهو يجهل أدلة كثيرة في نفس الباب.

وهذه القضية المهمة أشار إليها الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه العظيم الرسالة في أصول الفقه، ففهم الإنسان للصورة العامة للشرع ضروري.

ولذلك ينبغي أن يحرص على أن يلم بأصول العلوم الشرعية ما دام متجهاً لطلب العلم الشرعي، ومن خلال هذا الإلمام أيضاً يمكن أن يعرف المجال أو العلم الذي تميل إليه نفسه أكثر، ومع ذلك فقد يتجه الإنسان إلى كلية من الكليات، ويجد فيها أكثر من علم، فليست الكلية محصورة في علم واحد، فأنت لو درست مثلاً في كلية الشريعة ستجد دراسة التوحيد والعقيدة، إلى جوار أصول الفقه، والفقه، والفرائض، والتفسير وهكذا.

ولو درست في كلية أصول الدين لوجدت العلوم نفسها، أو قريباً منها وهكذا.

ولكن بعد أن يتخرج الإنسان من هذه الكلية، عليه أن يركز جهده في العلم الذي أحس بميل إليه أكثر من غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015