من الأشياء التي كسبتها واستفادت منها إسرائيل: قضية حرب المياه، وذلك أن إسرائيل تخطط للمستقبل القريب والبعيد، ومن المعروف أنها الآن تستهلك من المياه خمسة أضعاف ما يستهلكه العرب كلهم مجتمعين.
وإنما غزت إسرائيل لبنان إلا للسيطرة على منابع بعض الأنهار، كنهر الليطاني والحصباني والوزاني وغيرها، حتى إن بعضهم يقول: إن إسرائيل من الممكن أن ترفع شعار الماء مقابل السلام؛ لأنها تعتبر أن الماء شريان حيوي هام… ومن المعروف أنه لا حياة إلا بالماء، كما قال الله عز وجل: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30] فالماء أمر ضروري، كضرورة الهواء لوجود الإنسان.
ولذلك تمكن الإسرائيليون من سرقة مليون وثلاثمائة ألف متر مكعب من مياه الأنهار العربية، بالإضافة إلى مائتي مليون متر مكعب من المياه الجوفية بطريقتهم الخاصة.
ومما يتوقعه -والعلم عند الله- بعض الباحثين أنه في القرن القادم سوف يتعرض 1200 مليون إنسان للعطش بسبب نقص المياه، وغالبية هؤلاء الناس هم في الشرق الأوسط -أي: في البلاد العربية وفى إسرائيل أيضاً- ولعله من المعروف أنه ينعقد في تركيا مؤتمر اسمه: مؤتمر مياه السلام؛ وهذا المؤتمر يهدف إلى استثمار مياه الأنهار الرئيسية في الشرق الأوسط، وكثير من هذه الأنهار تنبع من بلاد أخرى غالبها تحت قبضة الدول الغربية ويدور في فلكها.
فتركيا -مثلاً- ينبع منها عدة أنهار هي التي تسقي البلاد العربية، وقد عقد هذا المؤتمر وجاء فيه: أن من الممكن أن تستثمر تركيا مياه الفرات، وتتحكم فيها وتبيعها إلى إسرائيل بكميات هائلة مقابل شيء آخر، وقد عرضت تركيا بيع هذه المياه على العرب مقابل النفط، وهى تعتبر المياه أهم من النفط، لأن النفط يمكن الاستغناء عنه بحال لكن الماء لا يمكن الاستغناء عنه وهذه الفرصة -فرصة بيع المياه التركية إلى إسرائيل- لو حصلت! لكانت مناسبة لدمج إسرائيل من الناحية الاقتصادية بالمنطقة العربية، عن طريق التعاون البريُ، كما يقال في قضية مصيرية كقضية استثمار المياه، كما تم التعاون من قبل في موضوع يعتبر بريئاً في نظرهم، وهو ما يسمى: موضوع "حماية البيئة".
فإذا عرفنا -أيها الأحبة- أن العرب يعانون نقصاً في المياه بمقدار (44%) وأنه يتحكم في منابع المياه دول أخرى، عرفنا أن إسرائيل تتحكم في جزء كبير من الموارد المائية العربية، وأنها تخطط للهيمنة على مواقع المياه في البلاد العربية.