الوقت ليس في صالح العرب

كذلك من الخسائر: أن العرب عرفوا ويعرفون أن الوقت ليس في صالحهم، فحتى لو فرض وجود سلام مؤقت، فإنه ليس في صالح العرب، وذلك أن إسرائيل قد جندت كل استخباراتها، وكل وسائلها وإمكاناتها لسرقة الأسرار العسكرية والحربية والاقتصادية من أنحاء العالم، وكل يوم يزيدها رسوخاً وثباتاً وعمقاً.

أما بالنسبة للعرب فهم على النقيض من ذلك، وهم يحاولون أن يلتقطوا أنفاسهم، حتى يضمنوا للمواطن شيئاً من لقمة العيش التي حرمها في أكثر من بلد، وأصبح يلهث ليله ونهاره بحثاً عنها.

فمن الناحية العسكرية مثلاً -خلال هذه المفاوضات- استطاعت إسرائيل أن تخترق المجال الجوي، لعدد من الدول العربية عدة مرات، وهذا الاختراق له دلالاته؛ فهو إشارة إلى الذراع الطويلة القوية لإسرائيل، وتهديد العرب، وإشعارهم بأن إسرائيل تتفاوض معهم من موقع قوة، وهو -أيضاً- رسالة إلى أمريكا تقول لها: إن إسرائيل تستطيع أن تستغني عنكم، وليست بحاجة إليكم حتى تدافعوا عنها، فهي قادرة على أن تدافع عن نفسها.

وكذلك الحال بالنسبة للنواحي العسكرية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية والأمنية في البلاد الإسلامية والعربية، فإن الوقت فيها يتراجع في حين تحكم إسرائيل قبضتها لضبط أمورها والقضاء على كل التحديات العسكرية والأمنية التي تواجهها داخل إسرائيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015