عداوة الغرب واليهود للإسلام

أما الغرب فعداوته للإسلام ظاهره مكشوفة، فعداوة النصارى معلنة، والحروب الطاحنة بين المسلمين وبين النصارى يحفل بها التاريخ، وما الحروب الصليبية الكثيرة، بل الحملات الصليبية التي استمرت مئات السنين إلا نموذج للكيد النصراني الصليبي الحاقد على الإسلام؛ ولا زالت النصرانية بجيوشها وأعدادها وقوتها، لا زالت هي أوسع خطر يهدد الإسلام؛ لكثافتها وكثرة عددها، أما بالنسبة لليهودية: فهي بلا شك أكثر ضراوة من حيث العداوة كما قال عز وجل: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82] .

فهي أضر في العداوة وأقسى وأشد، ولكن اليهودية محدودة القوة، ومحدودة العدد، ولذلك فإنها لا تسلك مسلك المواجهة الصريحة المباشرة مع المسلمين، بل تلجأ إلى أساليب الحيلة والدهاء، والكيد من وراء الظهور.

فهم يستخدمون -مثلاً- عملاءهم في صنائعهم في العالم الإسلامي -لا أقول اليوم فقط، بل منذ فجر التاريخ- فكم خربوا في بلاد الإسلام ومجتمعات الإسلام من خلال يهود يتظاهرون بالإسلام، ثم ينشرون العقائد الباطلة، أو يخربون بين المسلمين، أو يحدثون بينهم الفتن.

ولعل عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أعلن أو تظاهر بالإسلام، نموذج للكيد والدس اليهودي الذي يبرز في كل زمان.

خرجوا يقطرون سماً زعافاً ومن ابن السوداء فيهم أمير ومع ابن السوداء يرميك رامٍ غادر من بنيك فظ كفورُ ابن السوداء ليس رجلاً انتهى ومضى ودفن لا، فـ ابن السوداء يبرز عليك في كل زمان وفي كل مكان بأقنعة شتى وألوان شتى، فقد يكون ابن السوداء، وقد يكون ابن البيضاء في أحيانٍ كثيرة؛ وليس المهم لونه ولا جنسيته ولا وطنه، المهم أنه يخدم مخططات اليهود، ويعمل بتعاليمهم وينفذ ما يخدم مصالحهم من خلال الكيد الخفي المدروس، لا من خلال الحرب المعلنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015