وهناك قضية اللوبي الصهيوني، جماعات الضغط اليهودية في أمريكا -وهي جماعات كثيرة جداً وعلى كافة المستويات، وبعض رؤساء هؤلاء الجماعات يملكون ويأخذون مرتبات تفوق مرتب رئيس أمريكا نفسه! وهذه الجماعات مهمتها تبني مواقف إسرائيل في القضايا، والضغط على كل المؤسسات الغربية والأمريكية لدعم إسرائيل، سواء أكان دعماً معنوياً في المحافل الدولية أم دعماً مادياً، ومع ذلك كله؛ فإن الغرب يعتبر نفسه مستفيداً من وجود إسرائيل، لأنها آمنة على مصالحه في المنطقة.
فإذا كنا نعلم جميعاً أن منطقة العالم الإسلامي، منطقة في غاية الخطورة والأهمية بالنسبة للغرب، خاصةً حين نعلم أنها تحتوي على معظم الموارد والثروات، والمعادن التي يحتاجها الغرب في حضارته وصناعته، بل وفي حياته اليومية الفردية، فإن الغرب لا يمكن أن يثق بالعرب والمسلمين، مهما قدموا فروض الطاعة والولاء، ومهما ظهر منهم من الإخلاص، إلا أنه لا يأمل أن يظهروا يوماً من الأيام أو يتبدلوا، فهو يحس أن الوضع المستقر -أمنياً وسياسياً- وغير قلق، غير قابل للتذبذب؛ لأنه وضع يعتبره الغرب قائم على أسس ديمقراطية إنه وضع إسرائيل، ولذلك يعتبر الغرب إسرائيل هي الحليف التاريخي في تلك المنطقة، وهكذا صار الغرب حليفاً لإسرائيل، وإسرائيل حليفة للغرب.
فالحقيقة حين تكون أمريكا قائمةً -مثلاً- بجهود السلام، فلا يمكن أن يتصور أنها وسيط معتدل أو وسيط منصف؛ لأنها وسيط غير محايد ولا نظيف ولا نزيه، بل هي مسئولة عن كل التقدم الذي أحرزته إسرائيل في كافة المجالات السياسية والعسكرية، وفي مجال الحروب، واحتلال الأراضي وغيرها، وليس سراً أن يقال: إنه بعد أن احتلت إسرائيل هضبة الجولان لم توافق أمريكا على إدانتها في المحافل الدولية، بل أرسل الرئيس الأمريكي لإسرائيل خطاباً فيه اعتراف بضم الجولان إلى إسرائيل، وهذه من القضايا الشائكة أمام ما يسمى بمؤتمر مدريد.
الكونجرس كما تعرفون هو من أعلى السلطات في أمريكا، ليس غريبا أن تعلم أن سبعة وثلاثين من أعضائه هم من اليهود، وباقي أعضائه هم من المتعاطفين مع اليهود أو من الذين يدفع لهم اليهود آلاف الدولارات للعمل في مصلحتهم، وأي عضو في الكونجرس لا يخدم مصالح اليهود؛ تتم الإطاحة به عند الانتخابات؛ وذلك بشراء الأصوات المؤيدة له بملايين الدولارات، كما حصل ذلك مثلاً لعضو الكونجرس الأمريكي ول فندلي، الذي خدم اثنتين وعشرين سنة، وبعد ذلك تم عزله ثم ألف كتاباً عنوانه: من يجرؤ على الكلام، تكلم فيه عما يسمى باللوبي الصهيوني، أو جماعات الضغط في أمريكا، وهي ليست كلها يهودية، فهناك جماعات ضغط صهيونية، وهناك جماعات ضغط نصرانية مسيحية يسمونها أصولية وهي -أيضاً- متعاطفة مع اليهود، وتحمل العقيدة التي أسلفت الحديث عنها.
في أمريكا يوجد ستة ملايين يهودي يسيطرون فيها، على أشياء كثيرة، فكثير من الصحف يهودية، بعض الصحف اشتراها أغنياء اليهود.
الأمم المتحدة التي تدعي حفظ السلام العالمي، يمثل فيها اليهود (60%) من الموظفين والمستشارين، ولهذا تسعى إلى حفظ المصالح اليهودية في شتى أقطار العالم.
أما مجلس الأمن، فإن معظم مندوبي الدول الأعضاء فيه من اليهود، راجع في ذلك كتاب النفوذ اليهودي لـ فؤاد الرفاعي.