إن هناك تحالفاً مكشوفاً بين الغرب وبين اليهود، بين الغرب القوي المدجج النصراني، وبين اليهودية العالمية متمثلة في الكيان اليهودي في فلسطين فقبل أن توجد إسرائيل، كان الغرب الصليبي يشعر بضرورة أن يوجد هذه الدولة، وقد عَقَدَ في أوائل العشرينات مؤتمراً أوربياً: ضم نخبةً من المفكرين والسياسيين الغربيين برئاسة وزير خارجية إنجلترا وقال هذا الوزير -في خطاب الافتتاح-: " إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء والواجب يقتضي ويحتم علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار تلك الحضارة، وقد توصل المؤتمر بعد دراسات كثيرة إلى خطة تقضي بالعمل المشترك على منع أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط -كما يسمونها- قال وذلك لأنها تشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوروبا " فالوسيلة لذلك هي منع توحدهم؛ لأنهم يشكلون وحدة في الحقيقة، وحدة من حيث الدين، وحدة من كل النواحي؛ فالوسيلة الفعالة لمنع اجتماع المسلمين في نظر ذلك المؤتمر هي: إنشاء قومية غريبة في المنطقة -قوميه معادية للسكان في شرق قناة السويس -وقد وضع خبراء الدول الكبرى -بريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا، والبرتغال، وأسبانيا، وإيطاليا- وضعوا تقريراً جاء فيه: " إن الخطر على الغرب يكمن في البحر المتوسط، فهو حلقة الوصل بين الشرق والغرب".