إسرائيل راعية المصالح الغربية

فإسرائيل مدينة لهم قبل وجودها، فهم أصحاب فكرة وجود هذه الدولة، وبعد أن وجدت وقامت على قدميها؛ فهي مدينة -على الدوام- في اقتصادها، مدينة في وجودها مدينه في دعمها، باختصار شديد: الغرب حليف تاريخي لإسرائيل من الناحية الدينية، ومن الناحية المصلحية ومن الناحية السياسية، فالغرب ينظر إلى إسرائيل على أنها هي قاعدة العالم الحر ونموذج الديمقراطية، وإن شئت قلت بأسلوب آخر: إن إسرائيل هي النموذج للنظام الدولي الجديد الذي تريد أمريكا أن تفرضه في المنطقة؛ بل في العالم؛ فهي دولة ديمقراطية -كما يقول الغرب- وهي كذلك دولة تحترم حرية الفرد، تعطيه حرية التعبير -مثلاً-، هي آخر المميزات التي يتكلمون بها عن أن إسرائيل توفرها لشعبها، وإسرائيل نفسها تقول هذا الكلام حتى إن إسرائيل مع الأسف تقول للعرب: نحن لم نفعل بالفلسطينيين الموجودين تحت دولتنا مثلما فعلتم أنتم معهم في عدد من البلاد العربية المجاورة، إننا كنا أرفق وألطف بالفلسطينيين منكم أيها العرب.

فإسرائيل تفتخر أمام العرب، وأمام العالم بأنها نموذج -كما تزعم، وما تقوله فيه جزء كبير من الحقيقة- نموذج للديمقراطية الغربية أي: ديمقراطية على النمط وعلى النظام الغربي، فتتظاهر بحفظ حقوق الإنسان خاصة -بطبيعة الحال- الإنسان اليهودي، أما الإنسان العربي: فالأمر يختلف؛ ولكنهم حتى مع الإنسان العربي يتحايلون بطرق ذكية.

على سبيل المثال: قبل وقت ليس بالبعيد قام مجموعة من المستوطنين وهجموا ليلاً على بعض البيوت والأحياء في القدس الشرقية، وأخرجوا أهلها منها واحتلوها، فصار نقاش في بعض الدوائر الإسرائيلية حول هذا العمل، فقام بعض الوزراء الإسرائيليين وقال بصراحة: أعترض على الطريقة التي تم بها إخراج العرب! لماذا يلجئون إلى ظلام الليل؟ ولماذا لم يخرجوهم في وضح النهار؟! إذاً: هو لا يعترض على إخراج المسلمين من بيوتهم؛ لكنه يعترض لماذا تخرجونهم بالليل؟! وما هو الداعي للتستر بالليل؟! لماذا لم تخرجوهم في وضح النهار، ثم قال: لماذا؟ لأنكم تملكون مستندات ووثائق أن هذه أرضكم، نعم! المستندات عندهم والكلام فيها يطول المقصود أنهم يحاولون أن يظهروا بمظهر أنهم قاعدة للعالم الحر، وقاعدة لتطبيق النظام الدولي الجديد الذي تنادي به أمريكا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015