علاج المظاهر المخالفة للشرع

أقصد من هذا الكلام أن أقول: إنه بالنسبة للأشياء المتعلقة بمظهر الإنسان، إذا كان معتاداً على فعلها أو على تركها، وغيَّر فربما يجد صعوبة أول الأمر، ثم بعد ذلك يصبح الأمر طبيعياً، لتعوَّد الناس على أن فلاناً يعفي لحيته، وانتهت المشكلة خلال أسبوع.

لكن أمور المخبر، قلبية ليست بهذه البساطة أبداً، فهي أمور صعبة، وقد يجاهد الإنسان نفسه زماناً طويلاً على علاج مرض من أمراض القلب كالرياء، ويفشل ويخفق في ذلك، حتى أن منهم من يقول: والله إني أعالج نفسي من آفات الرياء مئات المرات، حتى إذا ظننت أني قد نجوت منه وجدت أني قد بليت به من جديد، فعدت أجاهد نفسي بعد ذلك مرات ومرات، وقل مثل ذلك في أمراض القلوب، وهي كثيرة جداً.

إذاً: علاج أمراض القلب ليس كعلاج الأمراض الظاهرة، فالأمراض الظاهرة علاجها أيسر، وقد يتركها الإنسان بسهولة، وقد يتركها تصنعاً، وقد يتركها لسبب أو لآخر، لكن أمراض القلوب لا يتركها العبد إلا لله؛ لأن المطلع على القلب هو الله سبحانه، وكذلك إزالتها ليست بالأمر الهين، بل هي أمر صعب يحتاج إلى مجاهدة.

ولعلكم من خلال هذا أدركتم جانباً من أهمية علاج مثل هذه الأمور، سواء على مستوى الخاصة أو على مستوى العامة على مستوى طلبة العلم والدعاة والعباد والزهاد أو غيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015