ومن آثار تعلق القلب بالله تبارك تعالى حرص المرأة على لزوم بيتها، والاشتغال بشئونها الخاصة وشئون زوجها، بحيث لا تخرج إلا لمصلحة أو حاجة، فأما المصلحة فكأن تخرج لِتَعَلُّمٍ في مدرسة أو غيرها أو لتعليم، أو لموعظة، أو لدعوة إلى الله تبارك وتعالى أو لغير ذلك.
وأما الحاجة فكأن تخرج لحاجاتها التي لا بد لها منها، ولا يمكن أن يقوم بها غيرها عنها، وحينئذٍ تكون في خروجها متسترة متحفظة لا تتبرج بالزينة، ولا تلبس الثياب الجذابة المثيرة الملفتة للنظر، ولا تكثر من الكلام والمماكسة والأخذ والعطاء مع الرجال لغير أمر يدعو إلى ذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة لما صفق الرجال قال لهم: {إنما التصفيق للنساء، وأما الرجل فإنه إذا نابه شيء في الصلاة يقول: سبحان الله} وإنما أمرت المرأة بالتصفيق إذا احتاجت إليه، إذا نابها شيء، لأن صوت المرأة مما لا ينبغي أن يرتفع إلا لحاجة، كأن تكون سائلة، أو مستفتية، أو متكلمة في أمور تحتاجها، أما الاستطراد في الحديث والضحك وكثرة الكلام والخضوع بالقول فهذه من الأمور التي لا تجوز، ولا يسوغ للمرأة المسلمة أن تفعله مع رجال أجانب.