تمكين العلماء الربانيين من القيام بواجبهم, وفتح الآفاق لكلمتهم, والسماح بمرورها إعلامياً، وتسخير إمكانيات الأمة كلها لهذا الغرض, إن العالم الشرعي يجب أن يشكل مرجعية حقيقية للجميع, الحاكم والمحكوم على حد سواء, ولا يجوز أن تكون المنابر الدينية حكراً على فئة من الهتافين المصفقين من أمثال بعض المفتين الرسميين, سئل مفتي مصر في جريدة صوت الكويت قبل أيام عن التطرف والنصارى، وكان من ضمن ما قال بالحرف الواحد: أما كون بعض الكتب السماوية حرفت أو بدلت أو غيرت فتلك قضية يسأل عنها أصحابها, وجميع الأديان تتفق في الأصول, سبحان الله!! أولاً: عندما يقول: "إن الأديان تتفق في الأصول" هل هو يقصد الأصول التي عليها أهل الأديان اليوم، أم الأصول المنزلة؟ فالأصول المنزلة هي التوحيد, لكن أهل الأديان اليوم من اليهود والنصارى وغيرهم أهل شرك ووثنية, فكيف يقول: إن الأصول متفقة هكذا على الإجمال؟! ثانياً: حينما يقول في الجواب على تحريف الكتب السماوية: "هذه قضية يسأل عنها أصحابها" يعني: يريدنا أن نذهب إلى البابا شنودة , ونسأله: هل الكتاب المقدس عندكم محرف أم لا؟! ونذهب إلى رابين أو غيره ونسأله: هل الكتاب المقدس عندكم محرف أم لا؟ كيف يقول هذا؟!! ألا يوجد عندنا دين وجواب للمسلمين؟ ألا يوجد عندنا نحن المسلمين الجواب لهذه المسألة؟ مفتي أكبر بلد إسلامي يهرب من الإجابة بمثل هذه الطريقة الملبسة!!! في روز اليوسف -أيضاً- تجري حوارات مع من تسميهم بمفكرات الإسلام, مرة -وهذا مثال- أجرت حواراً مع عميدة كلية التربية بجامعة الأزهر, فتقول هذه العميدة في حوار طويل: حتى في عصر النبوة كانت هناك سلبيات, في المجتمعات المغلقة وجد اللقطاء أمام المسافر, هذا كلام يقال في سبيل تبرير وتسويغ الفساد الموجود, هذا مثل إنسان يأتي لشخص غارق في الرذيلة، ماله من الربا، فاجر لا يصلي، عاق لوالديه، عاصٍ، مؤذٍ لجيرانه، شارب للخمر، مدمن للمخدرات, فتأتيه وتقول له: يا أخي أنت عليك أخطاء، وعليك ملاحظات, تب إلى الله عز وجل, يقول لك: يا أخي كل إنسان فيه عيوب والكمال لله عز وجل.
تقول أيضاً: الجماعات الإسلامية ابتلاء من الله, لم أجد في المنقبات من تحفظ القرآن الكريم, ثم هجوماً ساخراً على الإمام ابن تيمية أنه حاد ومتشدد وإلى غير ذلك.
فنقول: يجب أن يمكن العلماء الربانيين من القيام بواجبهم ودورهم بفتح الآفاق أمام كلمتهم, ومع ذلك فإنه يجب أن يقال للعلماء والدعاة أيضاً: قوموا أنتم بواجبكم وخاطبوا جمهور الأمة, وأدوا دوركم دون أن تنتظروا من أحد أن يأذن لكم بذلك أو يأمركم به.
إن المناصب الرسمية الدينية أصبحت وقفاً في أكثر من بلد إسلامي على فئات معلومة ممن يجيدون فن المداهنة والتلبيس, وأصبح هؤلاء في زعم الأنظمة هم الناطقين الرسميين للإسلام والمسلمين, مع أنه لا دور لهم إلا مسألتان: الأولى: إعلان دخول رمضان وخروجه.
الثانية: الهجوم على من يسمونهم بالمتطرفين.