النوع الثاني: هو الاسم الذي يكون فيه تزكية لصاحبه، فقد ثبت في صحيح البخاري وصحيح مسلم، عن أبي هريرة أن زينب بنت أبي سلمة كان اسمها (برة) أي من البر، فقال الناس: تزكي نفسها! فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها، وسماها زينب، وكذلك جاء في صحيح مسلم، عن زينب نفسها، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، أي نهى أن تسمى امرأة (ببرة) ؛ لئلا يقال: إنها تزكي نفسها.
وعن ابن عباس كما في صحيح مسلم أن جويرية بنت الحارث كان أسمها أيضاً (برة) فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها إلى جويرية، وهناك نساء أخريات كان اسم كل واحدة منهن (برة) ، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى اسم آخر، إما زينب، أو جويرية أو ما أشبه ذلك.
فالأسماء التي فيها تزكية -أيضاً- مكروهة، وهذه الأسماء كثيرة مثل (ناسكة) مثلاً، أو (عابدة) ، أو (زاهدة) ، أو (جاهدة) ، أو ما أشبه ذلك من الأسماء، وهي موجودة في أحوال الناس، فنقول هذه الأسماء مكروهة، لكنها لا شك ليست محرمة؛ لأنه لم يرد دليل صريح على تحريمها.