اختيار الاسم الحسن

فبما يتعلق بالأسماء المحمودة: لا شك أنه ينبغي اختيار الاسم الحسن، الذي له دلالة محمودة ومستحسنة وفيه خير، وفيه تفاؤل، وفيه إفراح للمنادى به، خلافاً لما يفعله كثير من الناس، قد يسمون أبناءهم مثلاً باسم أبيه، أو جده، أو عائلته، ولو كان اسماً غير جيد، وبعضهم يسمي ابنه باسم المكان الذي ولد فيه مثلاً، أو يسمي باسم حيوان، أو وحش، أو سبع، وهذه كلها أشياء غير مستحسنة، فينبغي اختيار الاسم الحسن.

ولذلك روى أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فاحسنوا أسماءكم} والحديث صححه ابن حبان، وقال الإمام ابن القيم في تحفة المودود: سنده جيد، وقال مرة أخرى في موضوع ثانٍ: سنده حسن وقال ابن حجر في فتح الباري: رجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعاً، فإن عبد الله بن أبي زكريا الراوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه لم يدرك أبا الدرداء، فالحديث في سنده ضعف، لكن معناه صحيح.

أما الأمر بإحسان الأسماء فسيأتي مزيد بسطٍ لذلك.

أما قضية أن الناس يدعون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم فهذا هو الصحيح أيضاً، ولهذا جاء في صحيح البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ينصب لكل غادر لواءٌ عند استه يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان ابن فلان} .

فدل على أن الإنسان يوم القيامة ينادى باسمه واسم أبيه.

وقد عقد الإمام البخاري لهذا الحديث عنواناً أو ترجمةً عنونها بباب: أن الناس يدعون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم، خلافاً لما رواه الطبراني، عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا دفنتم الرجل في قبره، فليقم أحدكم على رأسه وليقل: يا فلان ابن فلانة، وليسمه باسم أمه، فليقل ذلك ثلاثاً، فإنه يقول: أرشدني رحمك الله، وإن الناس يوم القيامة يدعون بأسمائهم وأسماء أمهاتهم} فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قال فيه الإمام ابن القيم في تحفة المودود قال: إنه ضعيف باتفاق أهل العلم، فكونه يدعى باسمه واسم أمه هذا لا يصح، والصواب ما في الصحيحين أنه يدعى باسمه واسم أبيه.

فقوله عليه السلام: {إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم} هذا صحيح لا إشكال فيه وإن كان الحديث فيه ضعف، وكذلك قوله: {احسنوا أسماءكم} صحيح وله شواهد كثيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015