استحباب التسمي بـ (عبد الله وعبد الرحمن)

من الأسماء التي يشرع التسمي بها: عبد الله، وعبد الرحمن، فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر: أن رجلاً من الأنصار سمى ابنه القاسم، فقال له الأنصار: والله لا نسميك يا (أبا القاسم) ولا نُقِرك عيناً، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اسم ابنك عبد الرحمن} فسمى ابن هذا الأنصاري عبد الرحمن.

وكذلك جاء في البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: [[أول مولود ولد في المدينة عبد الله بن الزبير، وفرح به المسلمون فرحاً شديداً، لأن اليهود أشاعوا أن المسلمين لا يولد لهم، وأنهم قد سحروا، فلما قدمت أسماء المدينة وكانت متماً - يعني في آخر مدة حملها- فولدت عبد الله بن الزبير، ففرحوا به فرحاً شديداً وجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحنكه -يعني مضغ التمر ووضعه فوق حنكه- ودعا له وسماه عبد الله]] .

وكذلك جاء في الصحيحين، من حديث أنس في القصة المشهورة: {أن أبا طلحة كان له ولد يشتكي -مريض- ثم إنه توفي فلما جاء أبو طلحة إلى أم سليم، قال لها: كيف الصبي؟ قالت: هو أسكن ما كان، -أي هادئ وساكن الآن- فقربت له عشاءً فأكل، ثم تزينت له أحسن ما كانت تتزين، فأصاب منها -جامعها في تلك الليلة- فلما فرغ قالت له: واروا الصبي، وفي رواية عند مسلم أنها قالت له: يا أبا طلحة أرأيت لو أنك استعرت من جيرانك متاعاً فأخذوه، هل تجد في نفسك شيئاً؟ قال: لا، فقالت له: إن ابنك قد قبض، فقال: بعدما تلطخت أخبرتيني! فأخذوا الصبي وواروه، أي: غسلوه، وصلوا عليه ثم دفنوه.

فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بالخبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل أصبت منها الليلة شيئاً، أو أعرستم الليلة؟ فقال: نعم، فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة، فحملت، ثم ولدت غلاماً، فلما ولدته قالت: لا تصنعوا به شيئاً حتى تذهبوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمله أنس ومعه شيء من تمر، فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية عند مسلم: أنه عليه الصلاة السلام كان قادم من سفر، فدخل المدينة قبل أبي طلحة وأم سليم، فدخلوا بهذا الصبي إليه، فقال: أمعه شيء؟ قال: نعم، شيء من تمر، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه التمرات ومضغها، ثم وضعها في فم الصبي، فبدأ الصبي يتلمض لما وجد التمر كما في رواية مسلم - فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: حب الأنصار للتمر -لأن هذا الغلام أنصاري رضي الله عنه- وفي رواية: حب الأنصار التمر -وحبهم يعني حبيبهم، فيكون مبتدأ خبره التمر، أي التمر حبيب الأنصار- ثم سماه عليه الصلاة والسلام عبد الله، فكان أكثر أولاد أبي طلحة براً بأبيه، وكان حافظاً للقرآن فقيهاً} فتسميته عليه السلام له كما سمى من قبله؛ دليل على فضيلة هذا الاسم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015