أهمية تأمين الداعية لبيته

إن ذلك دليل على أهمية تأمين البيت في الدعوة، بالقيام على الأهل، والأقارب، كما أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] إن هذا القيام حتى على الوالد، على الزوج، على الأخ، على الأخت، على الابن، على القريب، على كل ذي نسب، أو سبب، أو قرب، أو جوار، هذا القيام ليس بممارسة التسلط بغير حق، كلا! بل بالصبر عليهم، والجهد لهم، وأداء الحقوق الشرعية الواجبة لهم، من بر الوالدين، وصلة الرحم، والإحسان إلى الزوج، والعطف على الصغير، والرحمة له، والإحسان إلى الكبير، والعناية بالأولاد، بتربيتهم ورعايتهم وتوجيههم، وبذل المعروف لهم، وبذلك يستطيع الإنسان أن يقوم بواجبه لدعوتهم.

أما أن يكون علقم مع أقاربه فهو لا يصبر على والديه، بل يتذمر منهما، ويرفع صوته عليهما، أو لا يصبر على زوجته، بل قد يثور عليها لسبب أو لغير سبب، ويزمجر، وقد يغضب عليها، أو يهجرها، وربما ألقى عليها يمين الطلاق بمثل تلك الأسباب، وربما اعتدى على أولاده، فهو يعاملهم بقسوة ويغلظ لهم في القول والفعل، ولا يصبر على أي خطأ يبدر منهم، لا شك أن هؤلاء ليسوا من الأخيار، لأن الأقربين أولى بالمعروف، وإذا كنت تملك خلقاً جميلاً مع البعيد، فأولى أن تتحلى بهذا الخلق مع القريب، وليست القضية قضية مجاملة، أو تزين وتصنع للناس، بقدر ما هو أدب شرعي ربانا الله تعالى عليه، وأوجب علينا أن نحرص على أداء الحق لكل ذي حق، ولا شك أن حق القريب أباً، أو أخاً، أو زوجةً، أو أختاً، أو ابناً، أنه أعظم وأشمل من حق البعيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015