الحيلة السادسة: التسويف قال بعض السلف: أنذرتكم سوف.
وقال الله تعالى: {وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} [الحديد:14] وقال سبحانه: {وَتَرَبَّصْتُمْ} [الحديد:14] .
ولو أن الإنسان تصور أنه يموت غداً، وأرجو أن تضع في اعتبارك هذه النقطة، تصور أنك ستموت غداً، ستجد أن تفكيرك تغير وقناعتك تغيرت، وأن هناك أعمالاً كثيرة تعملها الآن ستشعر أنه لا وقت لها ولا مجال لها، وأن هناك أعمالاً كثيرة لا تعملها سوف تبادر إلى فعلها.
ومن التسويف أيضاً: الاعتماد على العائق الوحيد، فتجد الإنسان يؤجل العمل، فمثلاً يقول: لن أعمل هذا الشيء حتى أتخرج من المدرسة، فإذا تخرج من المدرسة قال: سأعمله بعد أن أتزوج، فإذا تزوج قال: بعد أن أبني بيتاً، فإذا بنى البيت قال: بعد أن أقيم المؤسسة، فإذا أقام المؤسسة قال: بعد أن يأتيني الأولاد.
وهكذا، والله سبحانه وتعالى نهى عن التسويف، وبيَّن عاقبته، فقال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [المنافقون:10] وقال سبحانه: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] .