وأحياناً نحتج بالعدو، فنقول الاستعمار، والصهيونية والصليبية واليهود والنصارى والمنافقون هم الذين فعلوا وفعلوا وفعلوا، ونسى قول الله عز وجل: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} [آل عمران:120] .
لقد استطاع ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً أن ينتصروا على قوى الأرض كلها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في المعركة الفاصلة بين التوحيد والشرك معركة بدر، ويستطيع مثل هذا العدد أو أقل منه أو أكثر -بإذن الله تعالى- أن يسجلوا أروع الملاحم للإسلام، في الأقوال والأعمال والدعوة والجهاد، متى أخلصوا لله تعالى، والله تعالى يقول: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء:76] .
وقد كنا نتوقع أن قوة أعداء الإسلام شيءٌ عظيم وكبير، وأن المسلمين بعيدون كل البعد عن مواجهة تلك القوة، وعن الانتصار عليها، أما اليوم فإنني أقول أيضاً: أصبحنا ندرك أن الأمر أهون مما كنا نتصور، وأن تلك القوى الكافرة يصيبها الله بالداء والبلاء من داخلها، ويسلط عليها جراثيم الفساد من ذاتها، وربما لا تحتاج إلى كبير جهد من المسلمين لو أنهم صدقوا الله تعالى ووضعوا أقدامهم في الطريق الصحيح وجدّوا واجتهدوا، ومع ذلك قوة العدو لا يستهان بها.